مرحلة موسيقية وشعرية لها خصائصها الإبداعية النادرة أثرت في أجيال عدة.. استمتعت بها مثل كثيرين غيري، لكنى لم التفت إلى جوانب مهمة فيها، حتى قرأت مقالا مطولا للصحفى الموهوب أشرف عبد الشافى الذي يتمتع بحس فنى وأدبى عال.. ولا أجد أفضل من المقال نفسه «وتحديدا فقرات منه لضيق المساحة» ليروى الحكاية «مع ثورة الكاسيت التي اجتاحت مدن مصر وقراها أوائل الثمانينيات وصل إلينا «شبابيك «حيث» شجر الليمون.. وأشكى لمين.. والليلة يا سمرا.. وقد كان الشريط لم نكن نعرف مصطلح ألبوم أسطورة صنعها الخيال وترجمها فنان اسمه يحيى خليل عائد من عالم الجاز ليكتشف حلاوة وروعة الموسيقى المصرية عند أحمد منيب وبليغ حمدى، والكلمات لعم الشعراء فؤاد حداد وعبد الرحيم منصور ومجدى نجيب وبليغ حمدى، والصوت شجى وجميل لشاب أسمر يشبه جنون الفقراء وأحلامهم اسمه محمد منير، والموسيقى حية نابضة لا تشبه ما نسمع من ألحان، حتى إنها مازالت تُطرب روحى حتى الآن:« أشكى لمين واحكى لمين..دنيا بتلعب بينا». وكبرنا.. وعرفنا مثلما عرف أقران لنا في قرى ومدن مصر أن «شبابيك» من أهم التجارب المؤثرة في مسيرة الغناء المصرى، وأن الفريق الذي صنع كل هذا الجمال كان هبة ربانية، جعلت كل هؤلاء العباقرة يتجمعون في عمل واحد، وأن فنانًا مصريًا اسمه يحيى خليل نجح في التحليق بالكلمات والألحان إلى عالم ساحر. دارت بنا الأرض وتنقلنا في أرجائها ومعنا أجيال أخرى بائسة وغير ذلك وظلت أسطورة «شبابيك» تتجدد كل يوم وتناسبنا جميعا، لكن لماذا أزعجك بتلك القصص والحكايات عن شبابيك وجيلى البائس؟ تسأل، وأجيبك بأن هذا النوع من الفن الاستثنائى لم يأت من فراغ وليس لقيطًا، بل جاء من رؤية وفكر منسوبًا إلى آباء وأجداد لا يجوز إنكار أحدهم أو محو دوره في صناعة تلك الأسطورة، ولم يكن لائقًا بالفنان محمد منير أن يرفع اسم «يحيى خليل» من الإصدارات التالية ل«شبابيك»!، فقد ظهرت أجيال لا تعرف أن أحد الأبطال الذين صاغوا هذا الفن الخالد تم إزاحته!