عادت لتلتقى قدرها على يد انتحارى فى مثل ذلك اليوم منذ خمس سنوات. "بى نظير بوتو" رئيسة الوزراء الباكستانية والتى اغتيلت بمدينة روالبندى أثناء خروجها من تجمع انتخابى لأنصارها؛ فبادرها أحد المسلحين بإطلاق النار من مسدسه أثناء قيامها بتحية الجماهير من فتحة سقف سيارتها؛ وقام المسلح بعدها بتفجير نفسه بمقربة من السيارة مما أدى إلى مقتلها وثلاثة وعشرين آخرين من أنصارها. وكانت "بوتو" قد نجت من محاولة اغتيال سابقة راح ضحيتها مالا يقل عن 139 شخصًا عقب عودتها من المنفى بشهرين. وكانت التقارير الأولية قد أشارت إلى أن الزعيمة الباكستانية قد توفيت من الطلقات النارية أو من شظايا القنبلة؛ إلا أن تلك التقارير خالفتها تقارير وزارة الداخلية الباكستانية، والتى ذكرت أنها توفيت إثر ارتطام رأسها بسقف السيارة نتيجة لقوة الانفجار؛ إلا أن مؤيدى "بوتو"، قد رفضوا تلك النتيجة وأصروا على أنها قتلت من طلقتين أصابتها قبل الانفجار. وجرت على إثر ذلك أعمال شغب عديدة فى عدد من مدن باكستان؛ مما أدى إلى وفاة 11 قتيلًا فى إقليم السند أحد معاقل حزب الشعب بينهم 4 فى مدينة كراتشى؛ بالإضافة إلى حرق العديد من المحال والسيارات؛ كما انتشرت أعمال الشغب فى مدن مثل كويتا ومولتان وشيكاربور وحيدر آباد وإقليم بيشاور المحاذى لأفغانستان حيث اضطرت الشرطة لاستخدام الهراوات والغاز المسيل للدموع لتفريق الجموع. وقد تم دفن "بوتو" قرب قبر والدها "ذو الفقار بوتو" يوم 28 ديسمبر 2007م فى مدفن العائلة فى قرية غارى خودا باكش فى إقليم السند جنوب البلاد. وفى تلك المناسبة والتى ينتظر حضور الآلاف إلى لاركانا بإقليم السند جنوبباكستان؛ لتوجيه التحية لشهداء عائلة "بوتو" التى خرج منها أول زعيم منتخب يقود البلاد وهو "ذو الفقار على بوتو" والد "بى نظير" والذى حكم البلاد فى الفترة من 1971 وحتى 1977 ؛ قبل أن يتم إعدامه من قبل المجلس العسكرى الباكستانى فى السنة التالية. ويتوقع الكثيرون أن يعلن زوجها "أصف على زردارى" الرئيس الباكستانى اليوم ترشيح نجليهما "بيلاول" لقيادة الحملة الانتخابية التشريعية فى أبريل المقبل. ولدت الزعيمة الباكستانية "بى نظير بوتو" فى 21 يونيو 1953 بمدينة كراتشى؛ وهى الابنة الكبرى للرئيس الباكستانى "ذو الفقار على بوتو" من زوجته الثانية الإيرانية "نصرت أصفهانى". درست بجامعة هارفارد بالولاياتالمتحدة وجامعة أوكسفورد فى بريطانيا؛ وعادت بعد استكمال دراستها قبل الإنقلاب الذى قاده "محمد ضياء الحق" على والدها بفترة قليلة؛ وتم بعد ذلك اعتقالها ثم نفيها خارج البلاد؛ إلا أنها عادت مجددًا عام 1986 وقادت وقتها جبهة المعارضة ضد الأحكام العرفية من خلال قيادتها لحزب الشعب؛ واستعدت لخوض الانتخابات التى كان يتوقع أن يجريها الجنرال "محمد ضياء الحق"، وتم استقبالها استقبالًا ضخمًا فى مدينة لاهور؛ وغادرت "بوتو" باكستان فى عام 1998 متجهة إلى الإمارات العربية المتحدة للبقاء بجوار أبنائها سواء داخل دولة الإمارات أو فى لندن إلى أن لحق بها زوجها بعد ذلك.
ومع الضغط الأمريكى والدولى على الجنرال "بيرفيز مشرف" لإجراء الانتخابات بسبب فقدانه الكثير من شعبيته؛ وكانت مصالح تلك الدول تقتضى أن يتولى السلطة شخص مخلص لهم ويكون فى نفس الوقت متمتعًا بقاعدة شعبية كبيرة؛ ورأت الولاياتالمتحدةالأمريكية أن تلك المواصفات لم تتوافر سوى فى "بى نظير". وبالفعل عادت إلى باكستان مرة أخرى بعد تسعة أعوام كاملة؛ وبعد أن تم الاتفاق بينها وبين "مشرف" بمباركة أمريكية بريطانية ببقاء "مشرف" فى السلطة على أن تتولى "بوتو" رئاسة الوزارة؛ إلا أن مدبرى حادث اغتيالها كانوا أسرع من وصولها إلى المنصب.