يحيي حزب الشعب الباكستاني، اليوم الخميس، الذكرى السنوية الخامسة لرحيل زعيمته السابقة بي نظير بوتو، التي اغتيلت في تفجير انتحاري، خلال مؤتمر جماهيري في مدينة راولبندي، القريبة من العاصمة الباكستانية إسلام آباد، في 27 من ديسمبر عام 2007. وقد استعد الحزب، حيث وضع برامج لإحياء هذه الذكرى، تشمل استعراضًا للقوة، حيث يُعقد الاحتفال الرئيسي في جارهي خودا بخش، مسقط رأس عائلة بوتو، بمقاطعة لاركانا، بإقليم السند الجنوبي، إضافة إلى أنه من المُقرر أن يُعقد تجمع جماهيري في لياقت باغ في راولبندي، وهو المكان الذي قتلت فيه بي نظير بوتو.
وقد توافدت قوافل نشطاء وأنصار حزب الشعب الباكستاني من جميع أنحاء البلاد على هذين المدينتين، قبل تاريخ الذكرى، وتم تشغيل قطار خاص بين طرق مختلفة تصب في لاركانا.
وفي الوقت نفسه، اتخذت ترتيبات أمنية مشددة في جارهي خودا بخش، وتم نشر أكثر من 6 ألاف من رجال الشرطة في المدينة، حيث من المنتظر أن يوجه بيلاوال بوتو زرداري، رئيس الحزب، خطابًا مهمًا، إلى تجمع جماهيري، وصف بأنه سيكون خطابًا على درجة عالية من الأهمية، لأن بيلاوال سيُحدد فيه أبعادًا جديدة لسياسة الحزب المستقبلية.
وهناك احتمالات أيضًا بأن يُعلن الحزب، اليوم، موعد الانتخابات العامة المُقبلة، وبهذه المناسبة، وجه الرئيس الباكستاني والرئيس المشارك للحزب، آصف علي زرداري، رسالة إلى الأمة، نعى فيها بي نظير بوتو ونضالها ضد الدكتاتورية، وتعهد بمواصلة نضالها من أجل الديمقراطية.
وقال زرداري: ''إن يوم 27 من ديسمبر هو واحد من أتعس الأيام في تاريخ البلاد، ففي هذا اليوم فقدت الأمة رئيسة وزرائها المنتخبة مرتين، التي كانت أول رئيسة وزراء في العالم الإسلامي، وكانت مقاتلًا لا يقهر من أجل الديمقراطية وحقوق المهمشين والمستغلين''.
وتابع زرداري: ''اليوم نحتفل بحياة قائدة عظيمة، حاربت القمع والديكتاتورية والاستبداد، لإقامة مجتمع ديمقراطي وتعددي، حسب رؤية آبائنا المؤسسين، نحن نحتفل بشجاعتها في ملحمة النضال ضد المتشددين والمتطرفين التي كانت هي في خطها الأمامي''.
وأضاف الرئيس الباكستاني: ''بهذه المناسبة، نؤكد من جديد، أيضًا، تعهدنا بمواصلة مهمتها، وأن نقاوم بكل قوة المتعصبين والمتطرفين والمتشددين، سنقاتلهم حتى النهاية، ولن نسمح لهم أبدًا بفرض أيديولوجيتهم بالقوة الغاشمة، مهما كان الثمن ومهما كانت الصعاب''.
ويُنتظر أن يعلن الحزب عن منح صلاحيات سياسية واسعة لرئيسه بيلاول بوتو زرداري، ابن الزعيمة الراحلة، وتتحدث تقارير عن إمكانية تخلى الرئيس الباكستاني زرداري عن منصبه في قيادة حزب الشعب الحاكم وتسليم سلطات إضافية إلى ابنه بيلاول.
وقد ترددت تكهنات عشية ذكرى رحيل بي نظير بوتو بأن حزب الشعب الباكستاني يستعد لتسليم عصا القيادة إلى جيل جديد وأن الرئيس زرداري، الذي هو الرئيس المشارك لحزب الشعب الباكستاني، سيسلم قيادة الحزب لابنه بيلاوال بوتو زرداري.
وقال قمر الزمان كائرة، وزير الإعلام الباكستاني، الليلة الماضية، إن يوم السابع والعشرين من ديسمبر هذا العام سيكون يومًا هامًا للحزب والبلاد، حيث سيبدأ سليل آخر لعائلة بوتو مسيرته السياسية.
ووجه قمر الزمان حديثه للصحفيين، في نادي الصحافة في مدينة سوكور جنوبا، إن الرحلة التي بدأها الراحل ذو الفقار علي بوتو من قبل، وواصلتها بي نظير بوتو، لتعزيز البلاد كانت حافلة بالمشاكل والأزمات والتضحيات، وأضاف أن ذو الفقار علي بوتو بدأ الرحلة بإعطاء فلسفة جديدة لباكستان، كما طرحت بي نظير بوتو أيضًا رؤيتها، والآن سيعلن بيلاوال بوتو رؤيته.
ويواجه زرداري اتهامات بتقلده لمنصب رئاسة البلاد وقيادة حزب الشعب الباكستاني، وهو ما يشكل في نظر معارضيه تعارضًا دستوريًا يوجب عليه التخلي عن منصبه الحزبي للاستمرار كرئيس لباكستان.
ويربط البعض بين عودة يوسف رضا جيلاني، رئيس الوزراء السابق، إلى دائرة المقربين من الرئيس بعد حضوره لاجتماعات حزبية مهمة، بقرب توليه لمسئوليات استشارية متعددة، مما قد يساعده على خلافة زرداري كرئيس مشارك في حزب الشعب الباكستاني.
وكان الملا باخش شانديو، وزير الشئون البرلمانية في باكستان، قد أعلن في وقت سابق هذا الشهر، أن رئيس حزب الشعب الباكستاني بيلاوال بوتو زرداري، سيبدأ رسميًا حياته السياسية في 27 من ديسمبر الجاري، في مؤتمر جماهيري يعقد في لاركانا بإقليم السند الجنوبي.
تجدر الإشارة إلى أن زعيمة حزب الشعب الباكستاني ورئيسة الوزراء سابقًا بي نظير بوتو اغتيلت في 27 ديسمبر 2007 في هجوم انتحاري أسفر عن مقتل 20 شخصًا آخرين على الأقل في ختام تجمع انتخابي في روالبندي، وذلك قبل أسبوعين من انتخابات تشريعية مقررة.