احتفل زوار دير العذراء مريم بجبل درنكة، مساء أمس الأحد، بالليلة الختامية والتي توافد إليها مئات الآلاف تبركًا بذكرى السيدة العذراء ورحلة العائلة المقدسة داخل الاراضي المصرية هربًا من الرومان. وتوافد خلال أيام الاحتفالات التي بدأت في السابع من أغسطس الجاري وانتهت أمس، الآلاف من المواطنين من مختلف محافظات الجمهورية مسلمين وأقباطًا، وحتى الوفود السياحية التي تحج لمغارة الدير في هذه الفترة الزمنية من كل عام كذكرى للوقت الذي مكثته العائلة المقدسة أثناء رحلتها بمصر في هذا المكان. وشهد الاحتفال العديد من النشاطات خاصة الألعاب الترفيهية والدورة وندوات المثقفين وزيارة المغارة والكنيسة ومزار الأنبا ميخائيل بالإضافة إلى ذبح القرابين. إشعال الشموع كما حرص زوار دير درنكة بأسيوط، من الأقباط والمسلمين، خلال الليلة الختامية لمولد العذراء مريم، على إشعال الشموع أسفل صورة السيدة العذراء والسيد المسيح تبركًا بها. وتقول أسماء على، إحدى الزائرات، إنها جاءت هذا العام ملبية لرغبة والدتها التي أوصتها بزيارة الدير والدعاء هناك عند إشعال الشموع داخل المغارة المباركة التي ضمت العائلة المقدسة لعدة أيام، ووفرت الأمن والأمان لهم، مشيرة إلى أن الكثير من المسلمين يحرصون على زيارة دير العذراء خلال أيام العام والدعاء هناك. التبرع للدير وشارك المسلمون في جميع فعاليات احتفالات المولد وخاصة التبرع للدير تلبية لنذورهم من خلال الأموال أو ذبح الاضاحي تبركًا بالمكان الذي مكثت فيه العائلة المقدسة أكثر من أسبوعين من اليوم السابع من أغسطس وحتى 21 من نفس الشهر بحضن الجبل. وقال جاد متى، "إن عددًا كبيرًا من المسلمين تبرعوا بالأموال في الليلة الختامية لمولد العذراء، كما حرص آخرون على ذبح الماشية والأغنام وبيعها ووضع قيمة البيع في خدمة الأهالي والدير. ومن جانبه قال محمود الهامى، أحد المسلمين الزائرين، "إنه يحرص كل عام على زيارة دير العذراء مريم بأسيوط ومغارته ويتبرع بما يستطيع وفاءًا لنذر لتحقيق أمانيه. مزار الأنبا ميخائيل ويشهد مزار الأنبا ميخائيل، بدير العذراء مريم بدرنكة، خلال الاحتفالات بالمولد السنوي، تكدسًا وزحامًا شديدين من الزوار الذين يحرصون على التبرك به والطواف حوله والصلاة أمام مدفنه، بعد تنيّحه منذ أكثر من عامين ودفنه بالمغارة المباركة. جدير بالذكر أن نيافة الأنبا ميخائيل، والذي توفي عن عمر 94 عامًا، قضى منهم 68 عامًا مطرانًا لأسيوط، لم يكن بالنسبة للأقباط رجل دين فقط ومطرانًا لأسيوط وكبير مطارنة الكرازة، بل كان شخصية تاريخية محبوبة لكل الأقباط، تربت على بركاته كل الأجيال حتى صار بالنسبة للأقباط قديسًا من القديسين حسب تصريحات قساوسة الدير. وكان الأنبا ميخائيل مرشحًا، في عهد الرئيس السادات، لكرسي البابوية إلا أن السادات رفض واختار نيافة الأنبا شنودة الثالث، وعرف عنه الوطنية والحكمة بالكنيسة المصرية، وأوصى بدفنه بدير درنكة للعذراء، وحين توفي أمرت كاتدرائية أسيوط بدفنه بموقع وصيته حتى صار مزاره الأكثر تكدسًا وازدحامًا خلال احتفالات الأقباط. الحجيج الإثيوبيون وقال الراهب الناسك بدير العذراء مريم بدرنكة، الأنبا بيشوي، إن الحجيج الإثيوبين يأتون لزيارة الدير حبًا له وللعذراء مريم، وليس للدير علاقة بمشكلة سد النهضة الإثيوبي. وأضاف في تصريحات خاصة ل«فيتو»، أن البابا تواضروس تدخل في تلك الأزمة، والعلاقات بين مصر وإثيوبيا تتخذ مسارًا إيجابيًا خلال الفترة الحالية، والرئيس عبد الفتاح السيسي عقد عدة لقاءات للوصول إلى حل لتلك المشكلة. وأكد الراهب أن موضوع سد النهضة هو مسألة أكبر من تدخل رهبان دير العذراء مريم قائلًا: "المواضيع دي أعلى مننا، إحنا هنا رهبان في الدير ودي مسئولية الناس الكبار، قداسة البابا والرئيس السيسي". جدير بالذكر أن أهمية دير العذراء، بجبل أسيوط الغربي، تعود إلى مجيء العائلة المقدسة لأسيوط، حيث قدمت السيدة مريم وسيدنا عيسى عليه السلام وهو طفل صغير وبصحبة القديس يوسف النجار، بعد أن تركت العائلة المقدسة فلسطين وطنها واتجهت نحو البلاد المصرية، قاطعة صحراء سيناء حتى وصلت شرقى الدلتا مجتازة بعض بلاد الوجه البحري فالقاهرة ومنها إلى صعيد مصر حتى مدينة أسيوط، ثم إلى جبلها الغربى حيث المغارة المعروفة التي حلت بها العائلة المقدسة. ويقع دير درنكة على بعد 10 كم من مدينة أسيوط و3 كم من قرية درنكة ويرتفع أكثر من 100 متر عن سطح البحر وكان يتم اللجوء إلى كنيسة المغارة للاحتماء من فيضان النيل منذ أيام الفراعنة وبدأ بإقامة كنيسة في القرن الأول الميلادي تعد من أقدم الكنائس في العالم ثم تحولت إلى دير في القرن الرابع الميلادي واشتهر بدير الرهبان النساخ لأنهم كانوا ينسخون الكتب ويترجمونها.