أصبح مصطلح شاي بالياسمين مختصا بالتعبير عن قيام فرد أو جهة بشراء كل من يخالف القانون، وتزامن مع فيلم المبدع عادل إمام (مرجان أحمد مرجان) والذي جسد فيه شخصية رجل الأعمال الذي لا يستعصي عليه شيء وشراء كل ما يتمناه حتى لو كان مخالفا للقانون أو الأعراف والتقاليد.. وعلي ما يبدو أن الجميع أصبح يشرب الشاي بالياسمين وبالتالي أصبح هناك حتمية لمنع شرب الشاي من الأساس سواء كان بالياسمين أو من غير، للصالح العام. عندما يسافر وفد برلماني رفيع المستوي إلى البرازيل لتقصي حقائق أكبر بعثة مصرية في التاريخ مشاركة في الأولمبياد بعد الإخفاقات المتتالية والسقوط المدوي لعدد كبير من الرياضيين والمفاجأة أن السفر على حساب اللجنة الأوليمبية والإقامة أيضا في القرية الرياضية الأوليمبية بالبرازيل والأكثر أنهم تسلموا زيا رسميا مثلهم مثل أي فرد في البعثة!! بالذمة ده كلام؟، وهل من المتوقع أن ننتظر تقريرا يهز المحروسة ويزلزل الكرسي تحت وزير الرياضة ورئيس اللجنة الأوليمبية وكل مسئول سولت له نفسه إهدار المال العام؟! ..الحقيقة أن الأمر في غاية الصعوبة وإذا سلمنا بظاهرة الشاي بالياسمين في كل المجالات فقل على البلد السلام! والشاي بالياسمين أصبح ظاهرة منتشرة في معظم إن لم تكن كل الدواوين الحكومية التي أصبح الشاي فيها عنصرا أساسيا لإنجاز مصلحتك، أما إذا عملت فيها بطلا وقررت أن تمشي وفق القانون فإنها من المؤكد أن تزهق روحك قبل أن تنهي طلبك.. وليس لدى إحصائية سليمة عن الفاتورة التي تتكبدها الدولة بسبب (الشاي بالياسمين) لأن صاحب أو شارب الشاي يمكن أن يوافق على أن يكون الشاي بمبلغ تافه يدخل الدرج أو جيبه ويضيع على الدولة مليون جنيه.. هذه حقيقة لابد من الاعتراف بها وقلناها منذ فترة طويلة وقلنا لابد من الضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه إهدار المال العام.. وتبقي في النهاية كلمة: رغم مرارة الوضع المأساوي الذي نعيش فيه بسبب ضياع حق الدولة من أجل مجاملة هذا أو ذاك إلا أنني سأظل مستمرا في حملتي على الفساد في المنظومة الرياضية داعيا المولى أن يلهمني الصبر وألا يجعل اليأس يتسرب إلى نفسي.. الحديث مستمر وسنكشف في الأعداد القادمة نماذج من الشاي بالياسمين في المجال الرياضي ولنا عودة.