قضية كرم جابر مصارعنا الأوليمبي أصبحت أشبه بمسلسل تركي فاشل أصاب كل من يتابعه من داخل المنظومة الرياضية أو خارجها بالملل والزهق لتكرار مشاهد الصراع والمشاكل والخلافات التي يثيرها اللاعب مع مجلس إدارة اتحاد المصارعة أو اللجنة الأوليمبية.. وأخيراً خرج علينا "شجيع الرياضة المصرية" بمشهد جديد وغريب وعجيب أري أنه كارثي بل وفضيحة كبري بهروبه المستمر من المشاركة في البطولات الدولية رغم اختياره للسفر للعب فيها للاحتكاك واكتساب المزيد من الخبرة ورفع مستواه الفني والمهاري والبدني والارتقاء بفورمته.. انطلاقاً من أن اللعب في هذه البطولات يدخل في إطار خطط الاتحاد لإعداد وتأهيل منتخب مصر لأوليمبياد البرازيل ..2016 وهنا يؤكد رئيس اتحاد المصارعة البطل والزميل حسن الحداد أن كرم جابر يتعمد اختلاق الحجج والمبررات بعد سفره مع المنتخب للدولة التي ستقام بها البطولة بادعاء المرض أو الإصابة لعدم الاشتراك في منافسات البطولة.. ومن المؤسف أن هذا الهروب تكرر مراراً.. بعد أن يكون البطل الهمام قد حصل علي بدل السفر.. وكان من الطبيعي أن يتدخل وزيرنا الشاب المهندس خالد عبدالعزيز وزير الشباب والرياضة أكثر من مرة لاحتواء هذا الصدام المستمر بين اللاعب ومجلس إدارة الاتحاد.. ولكن للأسف من الواضح أن اللاعب لم يقدر ولم يستوعب معني تدخل الوزير لتوفيق أوضاعه وتحقيق التهدئة والمصالحة بينه وبين الاتحاد لتوفير المناخ المناسب الذي يمكنه من التفرغ والتركيز في برنامجه التدريبي بما يؤهله لتحقيق إنجاز جديد في أوليمبياد البرازيل بالفوز بميدالية مثلما فعل من قبل عندما فاز بذهبية دورة أثينا الأوليمبية 2004 ثم بفضية أوليمبياد لندن ..2012 ولكن كالعادة يفاجئنا اللاعب بإثارة المزيد من المشاكل حتي وصل به الأمر للهروب من البطولات ورفض اللعب رغم سفره وحصوله علي بدلات السفر وجميع حقوقه المالية.. وهنا يفجر رئيس الاتحاد قنبلة فنية من العيار الثقيل جداً عندما يؤكد أنه نتيجة لارتفاع سن اللاعب حيث يبلغ عمره حالياً "37 عاماً" فإنه لم يعد قادراً بحكم الطبيعة الإنسانية علي الأداء بنفس القوة لتراجع لياقته البدنية بفعل الزمن.. ووصلت المشاكل إلي حد الذي بدأ يفكر فيه الاتحاد في شطب كرم جابر سواء تم اتخاذ هذا القرار أو تراجع عنه الاتحاد فإن المنطق يقول إن استبعاد كرم جابر من تشكيلة المنتخب الوطني للمصارعة هو القرار الصائب والمطلوب فوراً لغلق هذا الملف الأسود.. لأن ما كشف عنه رئيس الاتحاد عن عدم قدرته علي العطاء لتقدمه في العمر يعني أننا أمام قضية إهدار مال عام مع سبق الإصرار والترصد.. لأن خبراء الاتحاد يعلمون هذه الحقيقة وأصروا علي استمرار اللاعب مع المنتخب مع بداية دورة هذا المجلس.. وشغلوا الرأي العام والشارع الرياضي والوزارة بلاعب انتهت صلاحيته فعلياً علي بساط المصارعة ولم يبق منه سوي اسمه وتاريخه.. وهذا الخطأ يتحمل مسئوليته اتحاد اللعبة المتخصص.. وكان أولي به بدلاً من إهدار عشرات الآلاف من الجنيهات علي هذا اللاعب أن يتفرغ لصناعة بطل جديد.. وتلك مشكلة اتحاداتنا الرياضية التي نري أغلبها يعيش علي سمعة ونجومية لاعب واحد مثلما عشنا من قبل مع اتحاد رفع الأثقال واللاعبة نهلة رمضان.. لأن اتحاداتنا في مصر لا تملك استراتيجية تؤهلها للكشف عن الموهوبين وصناعة أجيال من الأبطال.. بل نجد اتحاداتنا للألعاب الفردية تعتمد علي بطل تصنعه الصدفة والأقدار فقط لا غير.. يستثني من هذا الفشل الذريع اتحاد الاسكواش فهو الوحيد الذي نراه يقدم لنا أجيالاً من الأبطال جيلاً يسلم جيلاً.. بينما مازالت باقي اتحاداتنا غير ملتزمة وعاجزة عن توسيع قاعدة الممارسة لذلك أطالب اتحاد المصارعة بالتوقف عن إهدار المال العام بالصرف علي كرم جابر وتوجيه هذه الأموال للصرف علي باقي أعضاء المنتخب ومحاولة صناعة بطل لأوليمبياد ما بعد البرازيل.