أخيراً انتهت الفترة الانتقالية فى الكنيسة التى قادها الأنبا باخوميوس بعد تنيح البابا شنودة الثالث، باختيار البطريرك 811 وكانت تلك الفترة قد شهدت الكثير من الأحداث والتفاصيل التي كان القس إنجيلوس إسحاق، سكرتير القائم مقام الخاص، شاهداً عليها ويكشف فى هذا الحوار مع «فيتو» أسرار الفترة الانتقالية وحياة الأنبا باخوميوس : لم يكن الأنبا باخوميوس من سكرتارية البابا الراحل، فمن أين استمد خبراته؟ - يمتلك نيافة الانبا باخوميوس خبرة كبيرة فى إدارة شئون الكنيسة باعتباره أحد قادتها الكبار، ونيافته إلى جانب كونه مطرانا للبحيرة ومطروح والمدن الغربية الخمس بليبيا، فهو يرعى الجاليات القبطية فى مالطة والجزائر وتونس، إلى جانب مسئوليته عن لجنة الرعاية بالمجمع المقدس، وهى لجنة منبثقة عنها 91 لجنة تشمل معظم الخدمات الاجتماعية الصعبة بالكنيسة القبطية ومنها إدارة بيوت الإيواء والملاجئ وعلاج الادمان ورعاية الايتام والمسنين والمرضى وغيرها. كيف يمكن أن يرعى كل هذه الكنائس والخدمات؟ - الانبا باخوميوس يقوم بتدريس مادة «الرعاية» فى الكليات الاكليريكية، وهو بذلك يجمع بين التنظير والعمل، ولذلك فقد وضع مبادئ اساسية فى الرعاية تتضمن عشرة بنود يسير عليها ابناؤه الكهنة وخدام الكنائس. ما هى هذه البنود؟ - المبادئ العشرة نحفظها عن ظهر قلب، وهي: - لا يحرم جائع من طعام. -لا يحرم مريض من علاج. -لا يحرم شاب أو فتاة من زواج. - لا يحرم طالب من تعليم. - لا يحرم معاق من اعالة. - لا يحرم عاطل من عمل. - لا يحرم سجين من رعاية. - لا يحرم مؤمن من إيمان. - لا تحرم خدمة روحية من اقامة. -لا يحرم إنسان من مأوي. هل تنفيذ هذه المبادئ امر سهل؟ - يحاول الانبا باخوميوس أن يحقق هذه المبادئ فى خدمته بكل تدقيق، ويعمل جاهدا على إزالة المعوقات. ومتى يبدأ يومه ومتى ينتهي؟ - يستيقظ نيافته فى السادسة صباحا، وبقدر الإمكان يحاول أن يبدأ يومه بصلاة القداس، ويظل يعمل حتى الثانية عشرة ليلاً، وهنا أقول إن من يعمل مع الانبا باخوميوس ينكسر ظهره ولا يذوق طعماً للراحة. بما أنك سكرتيره الخاص وكاتم أسراره، ما هو منهجه الذى أدار به الكنيسة؟ - نيافته مر بكل مراحل الخدمة والعمل الروحى بالكنيسة، وقد بدأ ذلك عندما كان عمره 31 عاما فى مدينة الزقازيق، وكان يلقى درساً فى مدارس الأحد، وبالمصادفة كان الخادم النشيط نظير جيد «البابا شنودة» يزور هذه الكنيسة، ولفت نظره هذا الفتى الشاطر وكانت بداية التعارف بينهما ثم خدم فى دمياط وبعد ذلك فى القاهرة بكنيسة العذراء بمهمشة وخدم كشماس مكرس مع القمص انجيليوس المحرقى بالكويت، ثم كراهب وكأسقف ومطران، وكقائمقام، وفى هذه المراحل لا يتخلى عن امر اساسى وهو سلام الكنيسة والمحافظة عليه بأى ثمن، ولذلك فقد عمل فى الفترة الحرجة الماضية بأسلوب المشاورة ورغم صلاحياته لا ينفرد ابدا بقرار، فهو يعمل باسلوب العمل الجماعى من خلال اللجان، لذلك دائما يعود إلى المجمع المقدس ليكون القرار بالإجماع. ما هو السبب الحقيقى وراء رفضه الترشح لخلافة البابا؟ - اشهد أن هناك نحو 07 اسقفا طلبوا تزكيته لمنصب البطريرك، لكنه رفض بإصرار، قائلا: إن ضميره لا يسمح له أن يطلق أسقفيته الصغيرة لأجل اسقفية كبيرة، رغم أن اللائحة تسمح،لكنه كان يعد الساعات والأيام ليسلم الكنيسة لبطريرك منتخب، وهو لا يسعى للمناصب ابدا، كما أن رفضه الترشح يؤكد لكثيرين أنه فى قرارة نفسه يرفض ترشح اساقفة الايبراشيات لمنصب البطريرك، ومع ذلك أباح لهم حق الترشح على الرغم من أن الانبا اثناسيوس - القائمقام عام 9591- منع الاساقفة من الترشح فى ظل وجود نفس اللائحة. فلماذا لم يفعل مثله؟ - لنتكلم بصراحة، كم كان عدد الاساقفة وقتها، وكم عدد الاساقفة الآن؟ ثم أن الانبا باخوميوس ومن خلال رؤيته الإدارية وحكمته الروحية تساءل ماذا لو منعت الاساقفة وكيف ألزمهم بذلك؟ وماذا لو طعن احدهم على الانتخابات إذا حرمته من حقه الذى تكفله اللائحة واستخدام هذه اللائحة امر اقره المجمع المقدس بالاجماع. كيف كان الانبا باخوميوس يتواصل مع الأقباط؟ - منذ أن تولى مهمة القائمقام وقرر أن يكون يوم الاثنين «اوبن دي» لكل الطارقين بابه، إلى جانب وضع صندوق بكل المحافظات لتلقى الشكاوى والاقتراحات وكون لجنة لقراءة كل ورقة بدون تجاهل أو اهمال. ولكن هناك أصوات أعلنت غضبها من الأنبا باخوميوس لأنه منع مناقشة الانتخابات الباباوية بالقنوات المسيحية.. ما رأيك؟ - المنع جاء على أثر برنامج فى قناة واحدة، وقد وجد نيافته أن البرنامج يهدف لخدمة شخص ويعمل ضد شخص، فرأى أن ذلك لا يحقق المساواة ويهدد سلام الكنيسة ويقدم معلومات مغلوطة، لذلك تم المنع لتحقيق المساواة بين كل المرشحين. يردد البعض أن الانبا باخوميوس كان يخشى رد فعل أحد الاساقفة الكبار لذلك يتجنب الصدام معه.. أين الحقيقة؟ - الانبا باخوميوس شخص هاديء وخجول، عميق التفكير، لكنه قوى جدا لا يهاب أى شخص، ولكنه يحتوى كل الاطراف، والمهم فى النتيجة، واريد أن أقول إن هناك مفاجآت مذهلة سوف تكشف خلال أيام. وكيف كان يدير الازمات الطائفية؟ - بطريقة غاية فى الحكمة والهدوء تبدأ أولا بالاعتراف بأن هناك مشكلة ثم الاستماع إلى الطرف الآخر وكيف يمكن الاتفاق معه، بحيث نتمكن من صنع السلام. ما هى أحب أكلة عند الانبا باخوميوس؟ - إنه رجل بسيط جداً، يحب أكلة تسمى «الشللول» عبارة عن ملوخية جافة مخلوطة بالماء والليمون والثوم والخل!