اختار الرب قداسة البابا تواضروس الثانى بطريركاً للكنيسة الأرثوذكيسة، أما قداسة البابا تواضروس الأول فقد عاصر ثلاثة ملوك، وشهدت الكنيسة فى عهده قسطاً من الراحة، بركة صلاته تكون معنا، آمين. ولد البابا تواضروس الأول فى «بنا»، وكان اسمه «تادرس»، تخرج فى دير طنبورة بمريوط، واختاره الرب بطريركاً فى أول أبيب 644 للشهداء، الموافق 52 يونيو 037 ميلادية، وتنيح فى 7 أمشير 854 للشهداء، الموافق أول فبراير 247 ميلادية، بعد أن أقام على كرسى الباباوية «11» عاماًَ و7 أشهر و7 أيام، وذلك بالمرقسية بالإسكندرية وهى التى دفن بها بعد تنيحه. كان البابا تواضروس الأول مجاهداً فى عبادته، واتضاعه ووداعته ومحبته، وعندما اختاره الرب بطريركاً رعى شعب المسيح أحسن رعاية، حيث كان يداوم على وعظهم فى معظم الأيام، خصوصاً أيام الآحاد والأعياد. أما رحلة بدايته -قدَّس الله روحه- فكان راهباً وتلميذاً لرئيس دير طمنورة »طنبورة« بمريوط، اسمه يحنس، وكان عالماً ومبروكاً وله أعمال صالحة، ومعجزات بجلوسه على الكرسى المرقسي، بعد البابا الذى يلى الإسكندروس الثاني، وكانت هذه النبوءة سبباً فى توليه السدة المرقسية بعد البابا قسما الأول «قزمان» مباشرة، ففور سماع الاراخنة والإكليروس نبأ نياحة الأنبا قسما، فقد مضوا إلى ديره، وأخذوه إلى الإسكندرية، وتم ترسيمه بطريركاً فى أول أبيب 644 للشهداء «52 يونيو 037م»، وكان ذلك فى عهد هشام بن عبدالملك. هذا الخليفة العادل شمل الكنيسة برعايته والشعب القبطى بعنايته، فعاشت الكنيسة فى عهد هشام بن عبد الملك قسطاً من الراحة، لكن قداسة البابا تواضروس الأول صادف بعدها متاعب كثيرة، فلاذ بالصبر إلى أن تنيح بسلام فى 7 أمشير 854 للشهداء «أول فبراير 247م»، هذه المتاعب صادفته فى عهد الخليفتين الوليد بن يزيد، ثم ابنه زيد بن الوليد. ونحن نحتفل بترسيم البابا تواضروس الثانى بطريركاً للكرازة المرقسية وبابا للإسكندرية، ندعو الرب أن يديم على الكنيسة الأرثوذكسية المحبة والسلام، بركة صلاته تكون معنا.. آمين.