السبب الرئيسى فى اندلاع حرب 5 يونيو 1967 هو أن الرئيس المصرى الراحل جمال عبد الناصر كان فى نيته ضم صحراء النقب للأراضى المصرية، بهدف تدمير مفاعل ديمونة الذى أنشأته إسرائيل أواخر الخمسينيات، حيث كانت إسرائيل تجرى مناقشات سرية لامتلاك قنبلة نووية بإشراف رئيس الحكومة وقتها ليفى أشكول. كما أن تمركز القوات المصرية فى سيناء، وطرد مسئولى الأممالمتحدة من شبه الجزيرة، ومنع السفن التى تمر بقناة السويس من الوصول إلى إيلات، دفع تل أبيب لاتخاذ قرار بضربة استباقية ضد القوات المصرية فى سيناء. إن اليهود فى إسرائيل كان لا زال يتعلق بأذهانهم التعذيب الذى لا قوة على يد الألمان النازيين خلال الحرب العالمية الثانية، وكانوا يخشون أن يتكرر هذا المصير على يد الزعيم الراحل عبد الناصر، الذى كان يهدد دوما بإلقاء اليهود فى البحر وأنه سيدمر الكيان الصهيونى، بواسطة أسلحة الدمار الشامل التى كان يمتلكها الجيش المصرى، هذه الأسلحة كانت تتضمن الكيماوية والبيولوجية. وفى 1 يونيو 1967، اقترح شيمون بيريز، عضو لجنة الدفاع والأمن القومى بالكنيست وقتها، إجراء أول تجربة نووية إسرائيلية، لكن الاقتراح رفضه رئيس الأركان إسحاق رابين، بزعم أنها ستستفز الجيش المصرى بسيناء وربما يرد بأسلحة دمار شامل قبل بدء الحرب بالفعل، فيؤدى ذلك إلى تدمير أكثر من نصف الإسرائيليين. وقبل بدء الحرب بيومين قام رئيس وحدة الاستطلاع بالجيش الإسرائيلى المقدم داف تامرى باستقلال طائرة مروحية وتجول فوق سيناء، وعندما عاد طلب مقابلة موشيه ديان، وزير الدفاع وقتها، وقال له إنه لابد من ضربة فورية للقوات المصرية فى سيناء، لأن الجنود المصريين أشبه برجال يتنزهون وليس لديهم أى استعداد لخوض معركة مع إسرائيل فى الوقت الراهن. وعقب الحرب، وفى عام 1969، عقد اجتماعًا مع رئيسة الوزراء وقتها جولدا مائير من أجل البدء فوراً فى إنشاء منشأة نووية تتبع مفاعل ديمونة فى صحراء النقب، تكون فى صحراء سيناء بالقرب من جبل الطور، لكن "مائير" رفضت بسب الهجمات التى كانت تشنها القوات المصرية. نقلاً عن هاآرتس