وسط نيران فرن ورشة حسن هدهد لتشكيل الزجاج اليدوي، بمقابر المماليك بحي منشية ناصر، يقضي كمال حسن هدهد يومه، بين صناعة عجينة الزجاج، وإضافة الألوان له، وتشكيله عن طريق النفخ، في درجة حرارة تصل إلى 1500 درجة مئوية. يعتبر تشكيل الزجاج اليدوي واحدًا من أقدم الصناعات، التي تتطلب مهارة وصنعة، لم تفلح الصين في منافستها، وإن أدى تراجع السياحة إلى تقليص ربح العاملين بتلك المهنة، التي لم يبق منها سوى بضع ورش، سواء في القاهرة أو الإسكندرية. «كمال» هو أحد أبناء حسن هدهد، الاسم الذي استخدمه الفنان الراحل أحمد زكى، خلال أحداث فيلم «كابوريا»، وفيه جسد تطلعات شاب فقير يعمل في صناعة الزجاج، للصعود الطبقى، وقد تم تصوير عدد من المشاهد بتلك الورشة، منذ ذلك الحين باتت ذائعة الصيت، وقبلة لكل المراسلين الأجانب، للكتابة عن ذلك الفن القديم. نجح حسن هدهد الأب، في جذب كمال لتلك المهنة التراثية،، حيث قرر الشاب الثلاثينى، الالتحاق بورشة والده، رغم حصوله على بكالوريوس تجارة من إحدى الجامعات المصرية، لتبقى المهنة بذلك ضمن العائلة، التي توارثتها منذ 700 عام. الصناعة التي تمتد أصولها إلى عصر الفراعنة، مازالت تطل من ماضي المساجد والبيوت القديمة، وغيرها من العمارة الإسلامية، التي اتخذت من الزجاج الملون، عنصرًا مهمًا للزخرفة، وإضفاء عامل جمالي، وبخاصة مع توفر المادة الخام لصناعة ذلك الزجاج في صحراء سيناء. ورغم التطور التكنولوجى الذي شهدته الصناعات، حتى اليدوية منها، إلا أن صناعة الزجاج اليدوى تحديدًا مازالت تحتفظ بفرنها البدائى، وطريقة التصنيع، التي تعتمد على النفخ في الزجاج وتشكيله، حتى أن العاملين بورشة حسن هدهد، يمارسون المهنة بتفاصيلها، كما مارسها أجدادهم الفراعنة منذ آلاف السنين. فى ورشة هدهد تصل درجة الحرارة إلى 1500 درجة صناعة الزجاج اليدوي حرفة يهددها تراجع السياحة صورة تجمع أحمد زكي وحسن هدهد من كواليس فيلم «كابوريا» مهنة الأجداد يتوارثها الأحفاد فى ورشة هدهد الذوق الفنى للعامل يزيد من قيمة المنتج النهائى حرفة تشكيل الزجاج اليدوي لم تطلها يد التكنولوجيا منذ الفراعنة المهنة مهددة وأصحابها مازالوا يعزفون على النيران