تعددت شكاوى المواطنين في الفترة الماضية من السرعة الجنونية التي يقود بها بعض الأشخاص لسيارات الشرطة، وخاصة في الشوارع الرئيسية والميادين العام المزدحمة بالمارة، وفي مدينة إدفو وقع حادث مروع راح ضحيته طفل في عامه الرابع، واختلفت الروايات حول المتسبب في الواقعة، لكن تظل سيارة الشرطة بطل الحادث. بدأت الواقعة عندما كان أيمن جاد سيد أحمد، 41 سنة، عامل مقيم بمركز إدفو، يصطحب ابنته الصغيرة إلى الطبيب وبرفقته ابنه الطفل محمود، 4 سنوات، وأمام قرية الحجز، بحري المحاميد، صدمت سيارة شرطة الطفل، وتم نقله إلى مستشفى أسوان الجامعي، ولفظ أنفاسه الأخيرة هناك. وتعددت الروايات حول الواقعة، وقال فوزي مهران، ابن عم الطفل المتوفى، إن الأب كان في طريقه إلى المنزل، وفي أثناء عبوره طريق «القاهرة - أسوان» الزراعي ومعه ابنته الصغيرة يحملها على يده، والطفل محمود يُمسك به في يده الأخرى، جاءت سيارة شرطة مسرعة وصدمت الطفل في أثناء وقوفه بجوار والده، موضحًا أن سائق سيارة الشرطة كان يقودها بسرعة جنونية ولم يستطع التوقف، بعدما ظهر أمامه توك توك، وعندما حاول أن يتفاداه اصطدم بالطفل، ولم يستطع إيقاف السيارة إلا بعد كيلو تقريبًا من موقع الحادث. وأضاف ل"فيتو" أن الطفل سقط على الأرض وانشقت رأسه نصفين، وكان الأب والأم في حالة انهيار تام، وحاولوا إيقاف النزيف لكن لم يتمكنوا، وتم نقله ب"توك توك" إلى أقرب وحدة صحية، ومنها إلى مستشفى إدفو العام، ونظرًا لخطورة حالته تم نقله إلى مستشفى أسوان الجامعي ولفظ أنفاسه الأخيرة هناك، مشيرًا إلى أن حالة والد الطفل ووالدته حاليًا لا تسمح في التكفير حول اتخاذ الإجراء المناسب لاسترداد حق ابنهما. وفي ذات السياق قال شاهد عيان إن الطفل كان ممسكًا بيد والده ومعهما طفلة صغيرة، وعندما تركه والده لإخراج نقود ودفعها أجرة للسيارة هرع الطفل مسرعًا وترك يد والده، ليصل إلى سيارة الشرطة، وفي أثناء عودة سائق السيارة إلى الخلف اصطدمت بالطفل، موضحًا أن والدة الطفل اتهمت والده في المستشفى بشكل علني أنه المتسبب في قتل ابنه، ووجهت إليه لومًا شديدًا أمام العديد من الأهالي. كان مأمور مركز إدفو قد تلقى بلاغًا من غرفة عمليات النجدة بمصادمة ومصاب بطريق «القاهرة - أسوان» الزراعي أمام قرية الحجز بحري، المحاميد، بدائرة المركز، وانتقل مأمور وضباط وحدة مباحث المركز، وبالفحص تبين أنه في أثناء سير السيارة رقم "3887/ ب 17 شرطة - بيك أب" التابعة للمركز، والمعينة خدمة مرور بالقطاع العاشر من تمركز الكاب حتى كمين الشراونة دائرة المركز، قيادة المجند مصطفى حجاج محمد، 21 سنة، من قوة ذات الجهة برئاسة أمين الشرطة وليد محمد عباس من قوة ذات الجهة، اصطدمت بالطفل محمود أيمن جاد البالغ من العمر 4 سنوات ومقيم بمحل البلاغ، في أثناء عبوره الطريق صحبة والده. ونتج من ذلك إصابته باشتباه كسر بقاع الجمجمة وكدمات متفرقة بالجسم، وتم نقله لمستشفى أسوان الجامعي بسيارة إسعاف صحبة أحد الضباط للعلاج، وفور وصوله المستشفى كان في استقباله رئيس قسم العلاقات العامة بالمديرية ومأمور وضباط قسم شرطة أول أسوان لتسهيل إجراءات حجزه بالعناية المركزة، وزاره مدير الأمن اللواء مجدي موسى للاطمئنان على حالته ومواساة أهله. أخطر مستشفى أسوان الجامعي قسم شرطة أول أسوان بوفاة الطفل المذكور، متأثرًا بإصابته بكسر بقاع الجمجمة ونزيف بالمخ، وبسؤال والده أيمن جاد سيد أحمد 41 سنة، عامل ومقيم بدائرة مركز إدفو، أيد ما جاء بالفحص، ولم يتهم أو يُشتبه في وفاته جنائيًا. كما ورد تقرير مفتش الصحة يفيد بعدم وجود شبهة جنائية في الوفاة كما أكدتها تحريات وحدة مباحث مركز إدفو، وتحرر المحضر رقم 33 أحوال القسم ملحقًا للمحضر الأصلي رقم 10746 جنح مركز إدفو، بالعرض على النيابة العامة صرحت بالدفن، كما قررت إخلاء سبيل المجند قائد السيارة نظرًا لأنه غير متسبب في الحادث.