اشتهرت محافظة البحر الأحمر بصناعة المراكب نظرا لامتهان أهلها مهنة الصيد قبل السياحة، فكانوا يصنعون مراكب الصيد الصغيرة المعروفة باسم «الفلوكة»، إلى أن تطور الأمر إلى اللنشات السياحية الكبيرة بعد أن أصبحت السياحة المصدر الأول للمحافظة. وتعتبر صناعة مراكب الصيد والسياحة من أهم الصناعات في الغردقة وسفاجا، وتوفر العمل لآلاف من الصناع المهرة المحترفين وتمثل علامة مهمة بالبحر الأحمر، ويوجد الكثير من الصناع المهرة التي تقوم بتصنيع المراكب بمختلف الأحجام، بدءا من12 مترا طولا إلى 32 مترا، ويختلف تصميم كل منها حسب المقاس وما إذا كانت مخصصة للصيدا أو السياحة. وقال الريس أحمد على سعودى" 50 عاما"، نجار سفن بمدينة الغردقة، ل" فيتو" إنه احترف المهنة منذ 14 عاما، وهو من مواليد مدينة رشيد بالبحيرة. وأضاف سعودى أنه يتم تصنيع المراكب الخشبية من عدة أشجار منها الكافور والسنط واللبخ والتوت، والتي يتم شراؤها من محافظات الوجه البحرى، مشيرا إلى أنه يفضل الأشجار القديمة التي يزيد عمرها على مائة عام. وتابع: "تبدأ صناعة السفن برسمها وبتصميمها على الخشب، ثم يقطع الخشب حسب الرسم ويفصل الحديد على نفس شكل الخشب، ثم يتم تقطيع الحديد ثم يتم تجميعها بمجرد الانتهاء من الأساس في المركب". وأوضح سعودى أن مركب السياحة يصل حجمه من 14 مترا حتى 30 مترا، مشيرا إلى أن صناعة المركب الذي يتخطى طوله 20 مترا يستغرق عام للانتهاء منه، ويكلف أكثر من 4 ملايين جنيه. وقال الحاج يوسف محمد "حداد": إن الحديد يدخل في صناعة السفن، وأشار إلى أن السفن يحتاج إلى تدعيم، مشيرا إلى أن هناك سفن تصنع من الحديد. وأضاف أنه يتم شراء حديد من بعض المراكب التي انتهى عمرها الافتراضي أو من صهاريج البترول، مشيرا إلى أن هناك أيضا حديد مستور ومصرى، والمستورد هو الأغلى ويصل سعر المستورد إلى6 آلاف جنيه للطن. يذكر أنه يوجد مصنعان بالبحر الأحمر أحدهما بسفاجا والآخر بالغردقة، بالإضافة إلى العديد من الورش الخاصة، ويقع مصنع سفاجا بجوار ميناء سفاجا البحرى، بينما يقع مصنع الغردقة بجوار ميناء الغردقة البحرى، بمنطقة السقالة ويحتوى بداخلهما على أعداد كبيرة من اللنشات تحت الإنشاء.