برع المصريون القدماء في شتى مجالات العلم والمعرفة، وأتقنوا جميع الصناعات التي قد تعجز عن إنتاجها التكنولوجيا الحديثة، ومن أهم الصناعات هي صناعة المراكب التي استخدمها المصري القديم في العديد من المجالات وبأكثر من طريقة ومن أهم أنواع هذه المراكب ما يلى: المراكب الدينية كان رمزيا يستخدم للإله فقط، ومكان هذه المراكب غالبا بقدس الأقداس داخل المعابد، وكان الكهنة يحملون المركب وبداخلها تمثال الإله كي يزور المعابد الأخري، مثل زيارة حورس لمعبد حتحور بدندرة، أو زيارة الإله آمون لمعبد الأقصر داخل المعبد ولا تبحر. المراكب الجنائزية كانت هذه المراكب تستخدم لنقل مومياء الملك لزيارة الأماكن المقدسة الخاصة بالإله أوزوريس ومنها أبيدوس في الجنوب وبوتو في الشمال، وكانت تستخدم أيضًا في نقل جثمان الملك من قصره الذي يقيم فيه إلى الجبانة حيث يوجد هرمه. المراكب الدنيوية وهذه المراكب مخخصة لنقل لنقل الجرانيت في النيل من محاجر أسوان، أو الألباستر من حتنوب بمصر الوسطى، أو الحجر الجيري من طرة، أو لنقل المسلات من محاجر أسوان إلى معابد الأقصر والكرنك، كما كانت تنقل العمال الذين يحفرون في الصخر للعمل في بناء الأهرامات. وهذا عن المراكب النيللية أما عن المراكب البحرية فسافرت عبر البحار إلى جبيل( لبنان) لنقل أخشاب الأرز ويسجل حجر باليرمو المراكب التي كان يرسلها الملك سنفرو أبو الملك خوفو إلى لبنان لإحضار هذه الأخشاب وهذه المراكب مسجلة بالرسوم على معابد الدولة القديمة على معبد الملك ساحورع ب"أبو صير"، كما سافرت هذه المراكب عبر البحار التي كانت تستعمل للسفر إلى الجنوب خاصة بلاد بونت لإحضار البخور والزيوت العطرية والذهب. المراكب الحربية شاع استخدامها في الدولة الحديثة ورسمت على معابد الدولة الحديثة خاصة معبد مدينة هابو الذي يصور المعارك البحرية للملك رمسيس الثالث آخر ملوك مصر المحاربين ضد شعوب البحر. مراكب النزهة النيللية ولها أشكال مختلفة على المقابر. المراكب الشمسية وهي نوع من أنواع المراكب الدينية أي أنها مراكب رمزية "مراكب تستخدم لرحلة النهار أطلق عليها المصري القديم اسم معنجت وأخري وهي مراكب تستخدم لرحلة الليل أطلق عليها اسم مسكتت وهذا النوع كان يستعمله الإله رع فقط كي يبحر بها وتجدف له النجوم وتستعمل هنا المجاديف ذوات السنون المدببة لقتل الحيوانات والأرواح الشريرة الموجودة في العالم السفلى ليفني الشر وبالتالي يعترف بفضله الشعب ويعبده". حقيقة مراكب الشمس وهي عبارة عن مراكب خشبية صنعت من خشب الأرز وتم العثور عليها مفككة الأجزاء، وكان أول من أطلق عليها اسم مراكب الشمس هو الصحفي كمال الملاخ، واختلف علماء الآثار حول اسمها وفيما استخدمت، والأرجح أنها مركب جنائزية صنعت من 5000 سنة نحو عام 2800 ق م حينما توفى الملك خوفو ملك مصر وتم تحنيط جثته وعمل المراسم الجنائزية وضعت جثته على تلك المراكب مع الكهنة لزيارة هليويوليس وسايس وغيرهما قبل دفنه. ثم تتحرك هذه المراكب إلى الجبانة الملكية بالجيزة حيث يدفن في الهرم الأكبر وتفكك هذه المراكب وتدفن في حفرة جنوب الهرم ويوضع عليها اسم الملك خوفو، فهل اسمها الحقيقي مراكب الشمس أم هي مراكب خوفو؟! طريقة اكتشاف هذه المراكب وكان مفتش آثار منطقة الهرم محمد زكي نور والمهندس المدني الذي يقوم بعملية تنظيف منطقة الهرم هو المهندس كمال الملاخ والمشرف على عملية التنظيف هو الدكتور عبد المنعم أبو بكر، وبعد الانتهاء من عملية التنظيف فجأة ظهرت آثار جدار من الطوب اللبن وبعد الوصول إلى قاع الجدار ظهرت 42 قطعة حجرية مقسمة إلى مجموعتين بينهما فاصل ثلاثة أمتار في حفرة حجرية. وفي يوم 26 مايو 1954م تم فتح فوهة الحفرة التي دفنت فيها مراكب خوفو، وشم الجميع رائحة خشب الأرز وإذا بالمهندس كمال الملاخ يمسك بمرآة يعكس بها أشعة الشمس داخل الفوهة ليرى ذلك الكشف العظيم ليكون أول من رآه وأول من شم رائحته بعد دفنه خمسة آلاف سنة وفي غمرة انشغال الجميع وعدم اهتمامهم بالأمر في بادئه، تم قيادة الحملات الإعلامية من قبل كمال الملاخ لينسب إلى نفسه هذا الكشف وينال ما ينال من الشهرة وما كان من مصلحة الآثار إزاء ذلك إلا أن توقع عليه حسم 15 يومًا جزاء ما فعل.. فاستقال كمهندس مدني في مصلحة الآثار ليتجه إلى الصحافة بعد هذا السبق الصحفي. وعلى الرغم من كونه أول من رأى هذه المراكب فإنه عثر على ذلك بالمصادفة وليس بإجراء عملية اكتشاف علمية مدروسة يسبقها أبحاث أثرية، والظروف خدمته في ذلك لعدم وجود غيره آنذاك في موقع العمل. وحقيقة الأمر أن عملية الكشف تمت نتيجة لعملية تنظيف منطقة الهرم والتي بدأت في يناير 1946م تمهيدًا لزيارة الملك عبدالعزيز آل سعود حيث كان من برنامج الزيارة أن يزور الملك عبد العزيز ومرافقوه معالم مدينة القاهرةوالجيزة والمحلة الكبرى وأنشاص والقليوبية ومدينة الإسكندرية وفي العاصمة زار الأزهر ونادي سباق الخيل ودار الجامعة العربية وجامعة فؤاد الأول ومبنى القوات المسلحة وسفح الهرم وتحديدًا زار أهرامات الجيزة ليتفقد معالم الآثار الفرعونية هناك يوم 15 يناير 1946م. وكان بصحبة العاهل أثناء زيارته أهرامات الجيزة كلًا من الملك فاروق ومستر دارايتون مدير مصلحة الآثار المصرية وأثناء تجولهم ليشاهدوا المعالم الأثرية هناك وجدوا صعوبة كبيرة في الدوران حول أهرامات الجيزة لوجود تل كبير من الأتربة حول الضلع جنوبي الهرم وكان ارتفاع هذا التل يصل إلى 18 مترًا وكان هذا التل يمثل عائقًا كبيرًا لكل من يزور الهرم وخاصة كبار الزوار من الملوك والأمراء. وأصدر الملك فاروق أمرًا ملكيًا بإزالة هذا التل المتراكم من الأتربة وتنظيف منطقة أهرامات الجيزة وعهد إلى درايتون تنفيذ هذا الأمر وتم رصد المبالغ اللازمة لعملية التنظيف في ميزانية مصلحة الآثار المصرية على عدة سنوات. وبذلك تكون البداية الحقيقية لعملية التنظيف التي نتج عنها اكتشاف مراكب الشمس عام 1946م إلى أن تم العثور على المراكب عام 1954م، لذا فإن اكتشاف مراكب خوفو لم يتم وفق خطة مدروسة مخطط لها بأبحاث واستنتاجات أثرية، وأن ما حدث ما هو إلا عثور على مراكب خوفو بمحض الصدفة وأن الضجة الإعلامية التي أثيرت حول اكتشاف مراكب خوفو من قبل الأثري والصحفي كمال الملاخ بسبب أنه أول من رأى المراكب وشم رائحتها لكونه من ضمن الهيكل الإداري الذي أدار عملية التنظيف وإزالة الأتربة التي بدأت منذ أن أمر الملك عبد العزيز بهذا وبذكائه هو الذي أبلغ الصحف العالمية خارج مصر بهذا الكشف العظيم ومن هنا نسب الكشف لنفسه.