"الكاثاكالي" هي رقصة هندية تقليدية، تمزج العديد من الأشكال الفنية، وتتكون من الرقص والدراما والأدب والموسيقى والغناء، وبعض صور الفن التشكيلي مثل الرسم والنحت. ويجعل هذا المزيج الرائع والمتوازن من تلك الفنون الجميلة من عروض "كاثاكالي" فريدة، ويجعل منها في الوقت نفسه شكلا فنيا مركبا. ويعرض الراقصون خلالها أزياء خاصة ويزينون وجوههم بشكل مميز، وتعكس حركات الممثل المتزامنة وإيماءات العين الحالة المزاجية العامة للشخصية التي يؤدي دورها. ويصاحب هذا الأداء العزف على آلتين من الآلات الإيقاعية وهما: تشيندا ومادالام. وتستمد رقصة الكاثاكالي موضوعاتها من الأساطير الهندية، ونجد أنه في الوقت الحاضر لا يتم تقدم تلك الموضوعات المأخوذة من الأساطير بالكامل لأن الأداء قد يستغرق العديد من الساعات. ومن ثم، يتم تمثيل مقتطفات على خشبة المسرح، ويمكن وصف رقص الكاثاكالي بكلمات موجزة بأنه عبارة عن دراما كلاسيكية هندية تقليدية راقصة ترجع أصولها إلى ولاية كيرالا في جنوبالهند. ويتضمن البرنامج الثقافي التي ستقدمه الفرقة رقصات كلاسيكية وعروض على الطبلة وعزف موسيقي وغير ذلك من الفقرات الفنية. كما تروي فقرتا رقصة الكاثاكالي قصتين، وكلتاهما تدور حول البطل الأسطوري كريشنا. تعرض القصة الأولى بعنوان بوثاناموكشام فترة من فترات طفولة كريشنا، والأخرى بعنوان سانتاناجوبالام. نبذة مختصرة عن الفقرتين: 1- بوتاناموكشام هذه القصة مستوحاة من الملحمة الهندية الشهيرة المعروفة باسم سريماد بهاجافاتا. وتقول القصة إنه يُنظر إلى الطفل الصغير كريشنا- الذي ينحدر من أصول الآلهة- كتهديد لعمه الملك كامسا. ومن ثم، يُرسل العم شخصيات شريرة من أجل العثور على الطفل والتخلص منه. وتعثر بوتانا - وهي أمراة شريرة تتمتع بقوى شيطانية- على الطفل. وبينما تحاول بوتانا أن تقتل الطفل، تلقى هي حتفها وينجو الطفل. وفي هذه الفقرة يؤدي الممثل دور بوتانا وهي ترتدي زي فتاة ساحرة الجمال. وتنظر إلى مشاهد مختلفة في المدينة الرائعة، وبعد ذلك تنظر باهتمام لسكان المدينة وهم يسيرون في مختلف الأرجاء، بينما تعلو البسمة قسمات وجه الفتيات في الطرقات. ثم تتمكن من رصد البيت الذي يسكن فيه كريشنا. وما كان منها إلى أن دخلت إلى ذلك البيت بمنتهى الجرأة وتعجبت عندما وقعت بناظريها على هذا الطفل الصغير ذو الابتسامة العذبة. وفجأة، تذكرت المهمة التي جاءت من أجلها. ومع ذلك، تقدمت وقدمت صدرها للطفل كي يرضع وما كان من الصبي إلا أن أقبل يرضع منها. وبعد ذلك بقليل شعرت بوتانا بعدم الارتياح والصدمة، وفجأة وقعت في الأخير على الأرض جثة هامدة. وبهذه النهاية، استطاعت بوتانا أن تتخلص من حياتها الدنيوية وأن تنل الخلاص من سيطرة القوى الشريرة عليها. ويجسد الأداء في هذه الفقرة غريزة الأنثى بطريقة غاية في الروعة والإحساس. ويقدم العرض للمشاهد الجوانب الناعمة والقوية الكامنة في شخصية الإنسان عامة،وخصوصا المرأة. وتعكس هذه القصة على وجه التحديد الحركات الراقصة التي تؤديها الإناث. ( ولكن وجب التنويه أن الممثل في هذه الفقرة هو راقص وليست راقصة) 2- سانتاناجوبالام هذه القصة مستوحاة من سريماد بهاجافاتا، وهي تحكي رحلات أحد أبناء طبقة البراهمان الذي يواجه مأساة نادرة، حيث تلد زوجته تسعة أطفال صغار دفعة واحدة. ويقوم الإله كريشنا بمساعدة صديقه أرجونا بإنقاذ حياة الأطفال التسعة لهذا الرجل الذي ينتمي لطبقة البراهمان. وتشير القصة أيضا إلى تخلي أرجونا عن اعتزازه وكبريائه لمساعدة الإله كريشنا في هذه المهمة. تبدأ الفقرة بقرع على الصاجات المعروفة باسم مادالام، يتبعها مقطوعة موسيقية قصيرة بتلاوة ترتيل من خلف الستار. وبعد ذلك تبدأ القصة. في المشهد الأول، يأتي الأمير أرجونا لزيارة صديقه العزيز كريشنا في دواراكا (المكان الذي يعيش فيه كريشنا). وكان دخول أرجونا إلى بيت كريشنا مراسميا بعض الشيء واتسمت حركاته بالانضباط. وسأل كريشنا صديقه عن حاله وحال إخوته. وأعرب أرجونا عن سعادته الشديدة لوجوده في صحبة أصدقائه وقرر قضاء بعض الأيام في دواراكا بناء على طلب كريشنا