دائمًا يشار إلى الشخص المختل عقليا في مصر بكلمة "خانكة" وأصل الكلمة يعود إلى وجود مستشفى شهيرة للأمراض النفسية في مدينة الخانكة بمحافظة القليوبية. وأصل كلمة "الخانكة" يعود إلى مصطلح "خانقاه" وهي كلمة فارسية معربة عن خانكاه ومعناها بيت العبادة وكما يقول المقريزي "والخوانك نشأت في الإسلام في حدود القرن الرابع للهجرة وجعلت لتخلى الصوفية فيها لعبادة الله تعالى" أي أنها نوع من الخلوة التي يلزمها نفر من المسلمين فيحبسون أنفسهم من أجل التعبد، دون أن يزاولوا أي عمل آخر، معتمدين على ما يوقفه عليهم الأغنياء من مأكل وملبس. أما عن تسمية مدينة الخانكة بهذا الاسم فيعود إلى عهد السلطان الناصر محمد بن قلاوون، حينما خرج في رحلة صيد شمال مدينة القاهرة بنحو خمسة عشر كيلومترات -منطقة سرياقوس حاليا- وأصيب بوعكة صحية ونذر لله تعالى إن تم شفاؤه فإنه سيقوم ببناء خانقاه للصوفية وعابري السبيل في هذا المكان تقربا لله، وبالفعل شُفي السلطان من مرضه وخرج على رأس موكب كبير من المهندسين والبنائين ليوفي بنذره عام 725هجرية 1324م وقام بتأسيس المدينة وبناء الخانقاه. وفى عهد السلطان الأشرف برسباي عام 1437م قام ببناء مسجد في مكان خانقاه السلطان محمد بن قلاوون، وما زال هذا المسجد الرائع المعروف بمسجد الأشرف موجود حتى هذه الساعة في منطقة المثلث بمدينة الخانكة، ويعتبر أهم أثر في المدينة التي اكتسبت اسمها من اسم مكان معماري إسلامي أصيل وهي الخانقاه التي لم يتبق منها شيء، وهذا نوع من أنواع التأثيرات القوية للعمارة الإسلامية على الحضارة والمجتمع.