«حاكم الزهور زى الستات.. لكل نوع مغنى ومعنى».. هكذا غنى محمد فوزى فى خمسينيات القرن الماضى واصفاً ألوان النساء وأنواعهن، أما الآن فيغنى تلاميذ المدارس «أصل الأدوات المدرسية أنواع.. لكل نوع فايده ومغزى«».. أسعارها اشتعلت قبل بدء الدراسة بأسبوعين، وتستمر التجارة الرائجة طيلة العام، أولياء الأمور يدفعون المليارات ثمناً لأدوات مدرسية لعشرين مليون طالب.. كراسات وكشاكيل وأقلام ومساطر ومناقل وبراجل وسبورة وطباشير وأقلام الكترونية.. مع أننا فى عصر ثورة المعلومات.. «هوه الإنترنت ما وصلش لتلاميذ المدارس وألا إيه»؟!! تخيل يا مؤمن أن 02 مليون طالب يستهلكون 005 مليون كراس وكشكول، يتم استيراد طن الورق ب0011 دولار، وتصل التكلفة «للكراسات والكشاكيل فقط» إلى مليار جنيه، أما إذا كنت من الأثرياء فسوف تشترى منتجات من ألمانيا أو الهند، ولو كان ولى الأمر فقيراً - فسوف يكتفى بشراء المستورد من الصين والذى ينادى باعة العتبة بصوتهم الأجش: باتنين ونص وتعالى بص! طبعاً مصروفات المدارس وشراء الأدوات المدرسية يضع معظم أولياء الأمور فى ورطة، هيجيب منين؟ هاه؟ بتقول يستلف؟ ما هو مستلف من طوب الأرض وزلطه ورمله واسمنته كمان! المضروب له سوقه فقلم السنون «المضروب» - المقلد يعنى .. أو المزور - يتكلف 07 قرشاً ويتم بيعه بثمانية جنهيات، على أنه أصلي، لذا فالمحتالون والمقلدون والمزورون يحصدون الملايين فى عملية تقليد «قلم السنون» وبالطبع فاقلام «الروج» حتى الأقلام الرصاص تم تزويرها «ولا الدولارات» فقلم الرصاص الذى يتكلف 03 قرشاً يباع بثلاثة جنيهات، ويعتمد المقلدون على رغبات الأطفال الذين يهتمون بالألوان المبهجة وبالرسوم والصور التى يعشقها الأطفال، والمستمدة من أفلام الكارتون التى يشاهدونها سواء فى التليفزيون أو من خلال الإنترنت. أسعار الأدوات المدرسية زادت 01٪ عن أسعار العام الماضي، لسبب بسيط وهو حصول الموظفين على علاوة قدرها 7٪، سناء محمود - صاحبة مكتبة - تؤكد أن أسعار هذا العام مرتفعة، ونضطر لتحميل الزيادة على المشترين كى نحقق هامش ربح معقولاً يكفى نفقات المكتبة، من إيجار وكهرباء وضرائب وأجر البائعة، والاقبال يتزايد على الأدوات المدرسية الكورية والهندية والصينية، أما المنتج المصرى فلا اقبال عليه تقريباً. أحمد أبو جبل - رئيس شعبة الأدوات المكتبية بالغرفة التجارية - يؤكد أن إنتاج مصر من ورق الكتابة والطباعة 002 ألف طن، فى حين أن الكشاكيل والكراسات تستهلك 005 ألف طن ورق، لذا يتم استيراد 003 ألف طن، وسعر الطن 0011 دولار، ما يوازى 0606 جنيهاً للطن الواحد، والكمية كلها تنتج 005 مليون كراس وكشكول، وتكلفتها الإجمالية نحو مليار جنيه سنوياً، وسبب ارتفاع أسعار هذا العام هو تراجع الاحتياطى النقدي، فالبنوك تقوم بتمويل المحاصيل الضرورية كالقمح، لذا يعتمد مستوردو الأدوات المكتبية على مواردهم الذاتية فى الاستيراد بالعملة الأجنبية، ولا يشكل المنتج المصرى سوى 04٪ من احتياجات السوق ويتم استيراد 06٪ من أوراق الكشاكيل، وأهم المشاكل التى تواجه المستوردين هى تغيير العملة المحلية إلى عملة أجنبية، ثم الالتزام بالرقابة على الصادرات والواردات ومدى مطابقة المنتج النهائى للمواصفات القياسية المصرية والعالمية، فضلاً عن ارتفاع الجمارك ورسوم الخدمات على البضائع المستوردة، وتكاليف نقلها من الموانى إلى المخازن، بالإضافة لضرائب المبيعات وضرائب الأرباح الصناعية والتجارية، وهذه تكاليف إضافية للسلعة المستوردة، ويقوم تاجر الأدوات المدرسية بحسابها بدقة ثم إضافة هامش ربح كى يواصل مهنته. أبو جبل يشير إلى تنوع «ماركات الأقلام» وأشهرها المستورد من كوريا والصين والهند واليابان، والمعيار هو الجودة، ويتزايد الطلب على القلم ذى البلية الدوارة، ثم القلم ذو السن الرفيع، ويقوم التجار باستيراد الاقلام الأكثر رواجاً والتى تلبى رغبات الطلاب، والقلم الهندى يتمتع بمواصفات جودة عالية وسعر مناسب، منتقداً استمرار استخدام الطباشير فى المدارس لما يسببه من أمراض صدرية للمدرس، مفضلاً القلم الالكترونى «صديق البيئة» كما يعشق الأطفال الشنط المدرسية المرسوم عليها صور «سبيدرمان» و«اسبونش بوب» و«سوبر مان»، فالطفل يأخذ الشنطة والأب يدفع فوراً. هذا حال الدنيا.. إييييه .. وحدوه!