كشفت ورقة بحثية عرضها مجموعة من الشباب في إطار منتدى المحاكاة للدارسين بالبرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب على القيادة، حول تطوير قطاع السياحة، عن المميزات الهائلة التي تتمتع بها مصر في مجال السياحة، حيث يتنوع المنتج السياحي بين الثقافية والشاطئية والعلاجية وسياحة المؤتمرات والصحاري، إلى جانب طاقة فندقية هائلة ًوخبرات واسعة تؤهلها لتوسيع الحركة السياحية وتنشيطها مستقبلا. وأوضحت الورقة اتساع قطاعات التنمية السياحية في مصر، وأنواع مشروعات التنمية السياحية، ودعت إلى زيادة الاستثمار في البنية التحتية للسياحة، وتقديم حوافز ضريبية للمستثمرين في هذا القطاع، واستغلال المناطق الخلفية في المناطق السياحية في إقامة مشروعات تخدم السائحين. كما دعت إلى دمج المجتمع المحلي في مشروعات التنمية السياحية وإتاحة الفرصة له لإقامة مشروعات سياحية، وتنظيم مؤتمر مصري للاستثمار السياحي والفندقي. وطلبت الورقة دعم التسويق السياحي مثل الاستفادة من الفنادق والقصور التاريخية لاستضافة السياح من الشريحة الثرية، وأيضا تخصيص يوم عالمي لإقامة حفل عشاء أسطوري للمتزوجين الأثرياء في العالم في معبد الكرنك، ودعم رحلة العائلة المقدسة في مصر وتدشين حملة سياحية تحت عنوان " المسيح مر من هنا"، ويمكن أن تكون مثل هذه الرحلة بسفن نيلية، إلى جانب دعوة المدونين المصريين لدعوة سياح العالم للقدوم لمصر، وكذلك مواقع التواصل الاجتماعي، واستغلال مدينة الأقصر باعتبارها عاصمة للسياحة العالمية، وتحسين الصورة الذهنية الخاصة بمصر في الخارج. وأوضحت الورقة أهمية استغلال الجانب التاريخي في الحضارة المصرية العريقة في اجتذاب السياح، مثل تنظيم رالي رياضي في الصحراء بالعجلات الحربية في إطار سياحة المغامرات، وتسويق هذا الحدث المبتكر عالميا. وأشارت الورقة إلى أن سائح المغامرات سخي في الإنفاق، حيث بلغ معدل إنفاق هذا النمط من السياحة الآخذ في الانتشار عالميا 263 مليار دولار عام 2012. كما دعت الورقة إلى تأهيل العاملين في قطاع السياحة وزيادة مهاراتهم بما يؤهلهم على التعامل مع مختلف شرائح السياح، وزيادة التوعية السياحية بما فيها توعية المواطن والعاملين في المجال والسائحين أنفسهم، وتدشين حملة للقضاء على التحرش، وفتح باب العمل التطوعي في المناطق السياحية، إلى جانب تحقيق الأمن والأمان للسائحين، وإنشاء بوابة إلكترونية لتلقي الشكاوى. وعقب وزير السياحة يحيى راشد على الورقة البحثية قائلا، إن الوزارة على استعداد لإتاحة خبرتها للشباب للاستعانة بها في حياتهم العملية، كما أعرب عن إعجابه بالجزء المتعلق بالتسويق في الورقة البحثية. وأوضح أن السياحة هي مرآة تعكس صورة الحياة في أي مجتمع، وقال إنه من الضروري تحسين الصورة الذهنية عن مصر في الخارج والاستعانة بذلك بتكنولوجيا المعلومات . وأضاف أنه كان يتمنى أن تتناول الورقة بند تحديث قطاع وصناعة الصناعة في مصر، لأنها ظلت بدون تحديث لمدة الثلاثين عاما الماضية، وقال إن الشباب على عاتقه تحديث السياحة بالتكنولوجيا الحديثة . وأوضح أن موقف تراجع السياحة يرجع إلى عدم التحديث والتوسع في الأسواق وانتهاج سياسة السموات المفتوحة في الطيران، وتشجيع الطيران منخفض التكاليف، والتوسع في قطاع الترفيه وتحديث البنية التحتية . وقال: إنني أعتبر أن أي أحد يتحدث عن مصر كأنما يتحدث عنا جميعا، الصورة الذهنية تعكس كل شرائح المجتمع المصري، وبذلك يجب تثقيف المجتمع المصري لتحسين هذا الصورة، فالسياحة الآن أصبحت علما وليست فهلوة، والمستثمر لكي يقيم فندقا أو منشأة يجب أن تكون على أساس علمي. ودعت عبير القاسم عضو المجلس التخصصي للتنمية الاجتماعية إلى دعم الصناعات المرتبطة بتنشيط السياحة، مشيرة إلى القطاعات العديدة التي تستفيد من السياحة مثل البازارات وأثاث الفنادق والمواد الغذائية ووسائل النقل والهدايا، مما يعطي دفعة للاقتصاد المصري، كما دعت إلى استغلال الثروات التاريخية التي تتمتع بها مصر في تنشيط حركة السياحة. وعقب وكيل لجنة الشئون الأفريقية بمجلس النواب داعيا إلى وضع قانون خاص لدعم قطاع السياحة.