* لا يمكن الحكم على البرلمان قبل مرور عام على تشكيله * غالبية أعضاء البرلمان يفتقدون الموازنة بين العمل الخدمى والتشريعي * التنمية البشرية أهم عناصر تحسين مناهج الشرطة * الجهل والفقر والمرض أسباب الفتن الطائفين في الصعيد * على نواب المنيا تشكيل خلية عمل لحل أزمة الفتنة الطائفية بالمحافظة * الزراعة والنقل وقانون العمل أبرز مشاريع القوانين المقدمة من الحزب للبرلمان * عضوات "حماة الوطن" سيحصلن على مقاعد المحليات في الصعيد بالتزكية * نستهدف الحصول على 50% من مقاعد المحليات * الخطبة المكتوبة حسنة النية ولكن تطبيقها به سوء تقدير من الأوقاف * الجيش التركي تسرع في تحركه ضد أردوغان وكان لابد من تهيئة الشعب لمساندته أدارت الحوار: إيمان مأمون - محمد بهنس أعدته للنشر: سمر الورداني عدسة: ريمون وجيه استضاف صالون "فيتو" اللواء محسن الفحام، نائب رئيس حزب حماة الوطن الذي تحدث عن جهود وزارة الداخلية لتحسين مناهج كلية الشرطة، وتطهير الوزارة من العناصر الفاسدة التي ساعدت العناصر الإرهابية في تنفيذ عمليات اغتيال بعض قيادات "الداخلية" عقب ثورة 30 يونيو، علاوة على التطرق إلى حوادث الفتنة الطائفية المؤسفة التي شهدها صعيد مصر، ومن يقف ورائها، وجهود الأجهزة الأمنية والإعلامية والثقافية في حل الأزمة،.. وإلي التفاصيل: *بعد مرور 5 أعوام على ثورة 25 يناير، هل تعتقد أن جهاز الشرطة عاد إلى ما كان عليه من كفاءة في الأداء؟ لا يمكننا القول إنه عاد لكفاءته السابقة بنسبة 100%، ولكن أعتقد أنه عاد بنسبة تتراوح ما بين 80 إلى 90%، وهذا إنجاز كبير، ويكفي القول إن لدينا ضباطا يتكالبون على الخدمة في قطاع الأمن المركزى بشمال سيناء، لمساعدة زملائهم في حربهم على الإرهاب، وهذا نتيجة لإعادة النظر في المناهج التعليمية. *مع تكرار عمليات استهداف رجال الشرطة، هل تعتقد أن ذلك مؤشر على اختراق جهاز الشرطة؟ لا أستبعد ذلك في مرحلة سابقة، أما في الوقت الحالي، فتوقف العمليات الإرهابية يخبرنا بتغير الوضع، وأشير في هذا الشأن أيضا إلى تأسيس إدارة جديدة باسم إدارة "الأمن" داخل وزارة الداخلية، من المقرر تفعيلها قريبا، وسيقتصر دورها على إعادة فحص جميع ملفات الضباط والأمناء والأفراد المعينين في المحافظات الساخنة، وأعتقد أن الحركة التي تمت شهدت طفرة في التطهير الكامل. *بصفتك أحد أساتذة كلية الشرطة، ما أهم المبادئ التي تحرص على تلقينها للطلاب خاصة فيما يتعلق بالتعامل مع المواطنين؟ أرغب أولا في تصحيح بعض المفاهيم الخاطئة العالقة في أذهان المواطنين من أن مناهج كلية الشرطة تؤصل للعنف في نفوس الضباط، وهذا عارٍ تماما من الصحة، وعلى صعيد آخر فقد بدأت الكلية الاهتمام الفعلى بتدريس مناهج التنمية البشرية، والمختصة بإعداد الضباط وتأهيلهم للتعامل بعد التخرج مع ما يسمي بضغوط العمل، وإدارة الصراع، وإدارة الأزمة، وكيفية التعامل في المواقف التي تحتاج إلى تفاوض، وهذا من شأنه أن يشكل تطورا كبيرا في أدائهم النوعى وخاصة بالمحافظات الساخنة مثل شمال سيناء. *ما المواد التي تتمنى إدخالها إلى مناهج كلية الشرطة؟ تنقسم مناهج كلية الشرطة إلى قسمين، الأول المواد القانونية، والثاني المواد الشرطية، والأخيرة هي المعنية بالتغيير، وأغلب القائمين على تدريسها من قيادات وزارة الداخلية، ونحن في أمس الحاجة الآن إلى القدوة الحسنة، ونقل الخبرات إلى الطلاب وخاصة الصف الرابع منهم، وأتمنى أن يحظى البعد البشري والإنساني بمزيد من الاهتمام داخل المناهج، وزيادة معدل المحاضرات والسكاشن الخاصة بمواد علوم التنمية البشرية، كما يفضل الاستعانة بأساتذة متخصصين لتدريسها. *ما رأيك في تزايد حوادث الفتنة الطائفية في قرى ونجوع الصعيد؟ الجهل والفقر والمرض، أهم العوامل المسببة لمثل تلك الحوادث المؤسفة، ومثال على ذلك محافظة المنيا، التي تحوي نحو 1162 قرية، وتشهد 27 قرية فقط من بينهم حوادث طائفية، وما يميز تلك القرى هي الفقر المدقع وارتفاع نسب الأمية والبطالة بهم، ما يشكل بيئة خصبة لسيطرة أصحاب الأفكار المتطرفة على عقول الشباب المتكدسين في المساجد والزوايا دون عمل، وعلى الجانب الآخر نجد في صفوف الأخوة الأقباط من يعتنق الأفكار المتشددة أيضا، ما يؤدي إلى تكرار الحوادث الطائفية. *وما آليات التصدي لمثل تلك الحوادث؟ أعتقد أن تلك العمليات وتزايد وتيرتها أمر مقصود، لعمل بلبلة في الوضع الأمني الداخلي للبلد، وهذا لا يظهر فقط في الفتن الطائفية بل رأيناها أيضا في الفتن القبلية، مثل الخلافات التي شبت بين قبيلتي الدابودية والهلايل بأسوان مؤخرا، فمثل تلك الحوادث مفتعلة وليست لها جذور حقيقية، وأعتقد أنه يمكن التغلب عليها بالتنوير وتفعيل الدور الإعلامي، وفي النهاية يجب أن نضع الأمور في نصابها ولا نبالغ في تقديراتنا حيث إن وقوع أربع حوادث فتنة في الفترة ما بين 15 مايو إلى 19 يوليو، لا يمكن اعتبارها سوي حوادث فردية. *هل تعتقد أن هناك قصورا في تطبيق القانون والتعامل بحزم مع تلك الحوادث، ما ساعد على تفاقمها؟ أبلي الأمن بلاء حسنا في أحداث المنيا، كما أن الرئيس عبد الفتاح السيسي أكد في خطابه الأخير على أن القانون سيطبق على الجميع مسلم ومسيحي، ومن بدأ الفتنة سيحاسب، وأعتقد أن هذا الخطاب سيساهم في تهدئة الأوضاع إلى حد بعيد، كما أشيد باختيار الرئيس اللواء أحمد جمال مدير أمن أسيوط السابق وتكليفه بملف الفتنة الطائفية فهو شخص ذو كفاءة، ومستمع جيد، وملم إلى حد بعيد بعادات وتقاليد الصعيد، لذلك أتصور أنه سيتمكن من احتواء الأزمة. *ما دور الدولة نفسيا ومجتمعيا لاحتواء تلك الأزمة؟ يجب تفعيل دور القنوات الاجتماعية المتخصصة، للعمل على تهيئة أهل الصعيد نفسيا لقبول الآخر، خصوصا الشباب، ويجب أن نهتم بتفعيل دور قصور الثقافة، واستعادة الأنشطة الرياضية، كما أن المنيا لديها 31 نائبا في البرلمان من بينهم 3 مسيحيين، أناشدهم بالجلوس معا وعمل خلية إدارة أزمة يشارك فيها المحافظ وأفراد كبار العائلات للعمل معا ووضع حد لمشكلة الفتنة الطائفية. *بصفتك أحد قيادات حزب حماة الوطن، كيف تقيم أداء الهيئة البرلمانية في الحزب؟ لا أود أن أبدو متحيزا للحزب عندما أقول أن ال 18 نائبا ب"حماة الوطن"، يتنوعون بين الشباب والمرأة وذوي الاحتياجات الخاصة، واستطاعوا تحقيق التفاعل داخل البرلمان والحرص على حضور كافة الجلسات، والتواجد بقوة في غالبية اللجان مثل: رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي اللواء كمال عامر، ووكيل لجنة التعليم الدكتور عبد الرحمن البرعي، وأمين سر لجنة الاتصالات أحمد زيدان وهو أصغر نائب بالبرلمان، وغيرهم. *ما أبرز المشاريع التي سيسعى نواب الحزب لطرحها للمناقشة داخل البرلمان؟ أعددنا مجموعة من مشروعات القوانين، في مجالات عدة منها مشروع خاص بالزراعة، النقل، العمل وغيرها. *مع انقضاء 6 أشهر منذ انعقاد البرلمان، إلى أي مدى أنت راض عن أدائه؟ لا يمكن الحكم على البرلمان قبل مرور عام على تشكيله، ولكن بشكل عام أري أن ما يميز برلمان 2016 هو أن نحو 80% من أعضائه من أصحاب الوجوه الجديدة، وهذا يعطي نوعا من المصداقية، ولكن من ناحية أخرى يفتقد غالبية المجلس إلى حنكة الموازنة بين العمل في الجانب الخدمي والتشريعي. *ما عدد المقاعد التي يخطط الحزب للحصول عليها في انتخابات المحليات؟ الحزب يضم نحو 15 ألف امرأة و15 ألفا من الشباب، و30 ألف من فئات مختلفة، وسنسعي للحصول على 50 % من المقاعد على الأقل، وأؤمن بشكل كبير أن المرأة في وجه قبلي ستحصل على مقاعد المحليات بالتزكية. *ما رأيك في قرار "الخطبة المكتوبة" الذي طبقته وزارة الأوقاف مؤخرا؟ الفكرة جيدة، ولكن طريقة التطبيق بها كثيرا من سوء التقدير للأوضاع على أرض الواقع، لأن كل محافظة من محافظات الجمهورية لها طبيعتها الخاصة، فيجب أن تكون الخطبة مناسبة للبيئة التي تلقى فيها، بمعنى أن خطبة الجمعة في محافظة المنيا وسط الظروف التي تمر بها لا يصح أن تتشابه مع خطبة الجمعة في كفر الشيخ أو الإسكندرية أو غيرها، وعليه فإن وزارة الأوقاف يجب أن تضع خطوطا عريضة للخطبة وتترك للإمام حرية الحديث في ظل المحاور الموضوعة مع الأخذ في الاعتبار ما تمر به كل محافظة من أحداث تستوجب الحديث حولها. *كيف ترى تحرك عناصر من الجيش التركي للإطاحة برجب طيب أردوغان عن سدة الحكم في تركيا؟ ما حدث بتركيا نوعا من الاعتراض على سياسات رجب طيب أردوغان، وأرفض تسمية تحرك الجيش بالانقلاب لأن في النهاية الجيش جزء من الشعب التركي، ولكن هذا التحرك لم يحالفه التوفيق بسبب تسرع الجيش التركي والتحرك دون تهيئة وإعداد الشعب لمساندة قواته المسلحة، كما يشير سرعة احتواء تمرد الجيش إلى تمكن أردوغان من زرع مؤيديه في كل مفاصل الدولة لإنقاذه. *ما رأيك في التعامل العنيف مع أفراد تمرد الجيش التركي، وما انعكاس ذلك على مصير أردوغان في الحكم؟ أخطأ أردوغان خطأ جسيما في طريقة تعامله مع أفراد الجيش المعارضين وخاصة صغار الضباط والأفراد، فالمشاهد التي عرضت في وسائل الإعلام حملت إساءة كبيرة جدا للقوات المسلحة التركية، وقتل الوطنية بداخل أفراده، وأعتقد أن أردوغان لن يستمر طويلا في منصبه.