طالبت والدة الطفلة "سمية جمال"، التى ترقد فى مستشفى "أبوالريش" للأطفال بعد بتر يديها وقدميها، المسئولين بمد يد العون لها ومساعدتها فى توفير أطراف صناعية لابنتها بدلًا من أطرافها التى أضاعها الإهمال الطبى.. "فيتو" استمعت للأم المكلومة التى شرحت مأساة ابنتها بالتفصيل.. حيث قالت: "مأساتى بدأت منذ سنوات طويلة، وتحديدًا عندما تزوجت وعمرى 15 عامًا من موظف بسيط، وعشت معه فى حجرة بحمام بمنطقة منشية رضوان بالجيزة.. أنجبت 3 أبناء أكبرهم آية 11 سنة، وسمية (9 سنوات)، وعبدالرحمن (6 سنوات).. تزوج على سيدة أخرى ورضيت بالأمر الواقع حفاظًا على أولادى.. لم يرحمنى القدر وتوفى زوجى فجأة، وترك معاشًا محدودًا يتم تقسيمه بينى وبين زوجته الثانية وأمه.. وكان نصيبى منه "450" جنيهًا فقط فى الشهر.. حاولت أن أحصل على عمل يساعدنى فى مواجهة أعباء الحياة ولكننى لم أتمكن.. لجأت إلى شقيقى "عادل" الذى وقف بجانبى واقتسم قوته بينى وبين أسرته".. صمتت قليلًا وأضافت: " مأساة ابنتى سمية، بدأت بارتفاع شديد فى درجة الحرارة.. أسرعت بها إلى مستشفى حميات إمبابة، وهناك احتجزت لمدة 8 أيام تلقت خلالها أنواعًا كثيرة من الأدوية، ولكن حالتها لم تتحسن وظلت حرارتها مرتفعة، وفى النهاية حولنى الأطباء إلى مستشفى "57357" بعد أن شكوا فى وجود مرض خبيث.. وهناك تم احتجازها لمدة أسبوع أجريت خلاله فحوصًا وتحاليل عديدة. وفى النهاية قالوا إنها لا تعانى أى مرض خبيث، وكل ما فى الأمر أنها تعانى ضعفًا فى المناعة، وحولوها إلى مستشفى أبوالريش للأطفال لاستكمال العلاج.. غير أنها لم تتحسن.. وبعد فترة بدأت تشكو من آلام حادة فى يديها وقدميها، وظهرت عليها بقع سوداء غريبة، ومع الوقت تحولت هذه البقع إلى "غرغرينا" حادة.. وأكد الأطباء أنه لابد من بتر يديها حتى لا تمتد الغرغرينا إلى باقى أجزاء الجسم.. وافقت على مضض حرصًا على حياة ابنتى.. وبعد العملية الأولى ظهرت الغرغرينا فى قدميها فبترت أيضًا بذات الطريقة".. بكت الأم بشدة ثم هدأت قليلًا وأضافت: "أموت فى اليوم ألف مرة كلما شاهدت ابنتى وهى تذبل أمام عينى.. تمنيت لو أننى كنت مكانها وتبقى هى بجسدها معافى غير ناقص ولكنها إرادة الله.. سمية هى ابنتى المدللة الهادئة المتفوقة فى دراستها، الأمر الذى دفع جميع مدرسيها لزيارتها فى المستشفى مع زميلاتها فى الفصل.. وهى حساسة ترفض أن أحملها إلى الحمام وتبكى كثيرًا من تلقاء نفسها حسرة على حالها.. أملى الوحيد الآن فى الأطراف الصناعية حتى تتمكن من الوقوف مرة أخرى، ولكنها غالية جدًا ويصل سعرها الى 150 ألف جنيه وأنا لا أملك مليمًا واحدًا من هذا المبلغ خاصة أننى أنفقت كل ما أملك على علاج ابنتى الذى اشتريه من الخارج بمبالغ باهظة.. وعدنا الأطباء بتسليم هذه الأطراف من المستشفى ولكن بعد 60 يومًا، أخبرونا أنها ستغادر المستشفى بعد 15 يومًا فقط رغم أن هناك صديدًا يخرج من قدمى ويدى ابنتى المسكينة.. فكيف نحصل على الأطراف؟ أيضًا عاملنى أحد الأطباء هنا بقسوة شديدة، ولم يقدر مشاعرى وهددنى بالطرد من المستشفى مع ابنتى سمية، بل الإيذاء.. كل ذلك لأننى سألته عن حالة ابنتى وأسباب تدهورها بهذه السرعة الشديدة، وقلت له إن الإهمال الواضح هو الذى أوصلها إلى هذه الحالة بالغة السوء".. لم تستطع الأم أن تتمالك نفسها أكثر من ذلك فتوقفت عن الكلام وانخرطت فى بكاءٍ مرير.