يعتبر معبد هيبس بالوادي الجديد واحدا من أقدم المعابد المصرية بالواحات وشاهدا على الكثير من العصور التي مرت بها الصحراء الغربية، حيث تكمن أهمية هذا المعبد كونه يمثل العصور التاريخية المختلفة الفرعونية والفارسية والبطلمية والرومانية، كما أنه يعتبر من أهم المعابد المصرية خاصة أنه المعبد المصري الوحيد المتبقي من العصر الصاوي الفارسي وشيد لعبادة الثالوث المقدس. شيد المعبد من الحجر الرملي فوق بقعة مرتفعه نسبيا عما يحيط بها من أرض منبسطة بمدخل واحة الخارجة في الناحية الغربية وكان الغرض من ذلك أن يرتفع المعبد فوق كل ماعداه من مبان ومساكن المدينة القديمة التي كانت تحيط به من كل جانب وبذلك يتيسر للناظر إليه إدراك أهميته كمكان مقدس ومركز لعبادة الإله. بالغرم من الأهمية الأثرية والتراثية للمعبد والتكلفة المرتفعة والوقت الكبير الذي مر به لإعادة إحيائه وترميه على مدى أكثر من 15 عاما بتكلفة تخطت 71 مليون جنيه فإنه لم يتم استغلاله ولم يتم الترويج له هو وباقي المواقع الأثرية والسياحية المنتشرة في بقاع المحافظة والتي تتعدى 139 موقعا أثريا وسياحيا ليلقى مصيره في النهاية مغلقا دون سياح أو خدمات. مصدر بمنطقة آثار الوادى الجديد أكد أنه على الرغم من التكلفة الضخمة لترميم المعبد والتي تخطت 71 مليون جنيه فإن إيراداته لا تتعدى 15 جنيها جنيه شهريا بل أحيانا تكاد تكون منعدمة، فالمعبد خال تماما من الوفود السياحية ولا يزوره أحد لعدة شهور وذلك لعدة أسباب تتعلق بعدم الترويج له وعدم استكمال خدماته الداخلية وعدم إنارته ليلا إلا في زيارة المسئلين الكبار للمحافظة وغيرها من المعوقات الأخرى التي تسببت في حالة ركود سياحى بالوادى الجديد الأمر الذي أثر سلبًا فى السياحة بشكل عام. سعيد صيد عضو جمعية أصدقاء السائح بالوادى الجديد واحد المهتمين بالنشاط السياحي أكد أن معبد هيبس لا يوجد له مثيل على مستوى الجمهورية، كما أنه غير معروف حتى الآن لعدد كبير من المصريين بالغرم أنه من أقدم المعابد وبه ظاهرة لتعامد الشمس على منطقة قدس الأقداس الخاصة به. وأرجع صيد غلق معبد هيبس وتراجع السياحة به منذ افتتاحه العام الماضي إلى عدم استكمال خدماته وعدم وجود تذكرة منفصلة خاصة به فضلا عن عدم الترويج له إعلاميا، وعدم اهتمام وزارة الآثار بظاهرة تعامد الشمس عليه كما أن المحافظة يوجد مطار وحيد بها وهو مطار الخارجة والذي يستقبل رحلتين اسبوعيا في طائرة صغيرة سعتها 50 راكبا. وطالب صيد وزارة الآثار بإنشاء موقع إلكترونى خاصة بالمواقع الأثرية بالواحات يتضمن معلومات وصور فوتوغرافية لها كى يتمكن كل المصريون من التعرف عليها ويتم ترويجها إعلاميا وتحفيز الشركات السياحية على وضع المواقع الأثرية بالواحات ضمن برامجها. كما شدد صيد على ضرورة عودة شركة مصر للطيران للعمل بالوادى الجديد حتى تتمكن الوفد السياحية من زيارة الواحات لأن المسافة البرية بعيدة للغاية من القاهرة ولن يتحملها السائح، فضلًا عن ضرورة إنارة المعبد ليلا واستكمال خدماته وعمل تذكرة خاصة به.