أطالب الدولة بالاهتمام بالقراء فهناك من لا يجيدون التلاوة ويرتكبون أخطاء لغوية قاتلة! منذ كان صغيراً عشق الاستماع لصوت الشيخ محمود خليل الحصري، ومحمد رفعت، ومحمود صديق المنشاوى فقد ملكوا عليه وجدانه، وحفروا بأصواتهم الندية علامات نورانية فى قلبه، الأمر الذى حببه فى حفظ القرآن الكريم، وما ساعد على ذلك أن أسرة الشيخ صابر عبدالرحمن الغرينى -بطل حكايتنا- تنحدر من نسل أولياء الله الصالحين، ومنهم الشيخ محمد الغريني، فقد والوا ربهم بالطاعة والمحبة، فوالاهم الله بالرضا والكرامة، وكان محمد الغرينى تلميذاً فى مدرسة السيد البدوي. أتم صابر الغرينى حفظ القرآن عندما كان فى العاشرة من عمره، ونهل من علوم الفقه والحديث والسنة النبوية حتى التحق بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر، فأظهر فيها نبوغاً، وتخرج فيها، ثم درس لسنوات فى معهد الأئمة، حتى تم تعيينه إماماً بمسجد «الطابية»، فكان إماماً وخطيباً وقارئاً لقرآن الجمعة، يقول الشيخ صابر: إن أهالى منطقة «حوض 31» - التى أقيم بها- يحرصون على حفظ القرآن وتلاوته ويشجعون أولادهم على حفظه وتلاوته. وعن القراء الذين يعشق أصواتهم ويحرص على الاستماع إليهم يقول الشيخ صابر عبدالرحمن الغريني: هم أساتذة الأجيال، عبدالباسط عبدالصمد، ومحمد صديق المنشاوي، ومحمود على البنا، ومحمود خليل الحصري، أما صوت الآذان بصوت محمد رفعت فيجل عن الوصف. وللقرآن أسرار، كما يؤكد الغريني، فسور الواقعة ويس والرحمن يجب قراءتها كل يوم جمعة، وحبذا لو يومياً، وإذا قرأ المسلم سور النجم ويس والواقعة والرحمن، فالشعور بالراحة النفسية مؤكداً، أما سورة البقرة والكهف ويس فهى لتفريج الكروب. ولحرصه على أركان دولة التلاوة يقول الشيخ الغرينى إنه على الدولة النظر فى أمر القراء، فمنهم عدد كبير لا يجيدون التلاوة، ويرتكبون أخطاء لغوية وأخطاء فى مخارج الحروف والألفاظ، خصوصاً إن مصر بلد الأزهر الشريف وبها أشهر المساجد وأضرحة آل البيت، لذا يجب إقامة دورات تدريبية لهؤلاء القراء، فالقرآن الكريم يشفع لصاحبه يوم القيامة، كما أن مسألة الاجور يجب إعادة النظر فيها، فأى خطيب مسجد، لكى يزيد دخله، يضطر للعمل كقارئ للقرآن أو مأذون.