مع الساعات الأولى من نهار اليوم الخميس، خرجت آلاف من الأسر المصرية ومجموعات المراهقين والشباب إلى المتنزهات والحدائق العامة للاحتفال بثاني أيام عيد الفطر المبارك، وسط حالة من البهجة والفرحة. المراكب النيلية كانت من أبرز وسائل الترفيه التي لجأ إليها المصريون في ثاني أيام العيد للهروب من حرارة الجو والتمتع بنسيم النيل العليل. الرقص على أنغام الأغاني الشعبية أو على ألحان المزمار البلدي كان من أبرز المشاهد في الحدائق العامة بالقاهرة. كان الإقبال على الملاهي كثيفًا في ثاني أيام العيد من الصغار والكبار على حد سواء. ساحات الحدائق العامة تحولت إلى منصة لتألق مهارات الشباب الرياضية. وكان للبالغين نصيب من فرحة عيد الفطر، فلم تحرم تلك الأم نفسها من مباهج الطفولة، وراحت تتعلم كتلميذة نجيبة على يد ولدها كيفية ركوب الدراجة، وأطلقت العنان للطفلة الكامنة بداخلها بعفوية وتلقائية. لكل عيد موضته و"تقاليعه"، فكان لتقليد شخصية "الأسطورة" نصيب الأسد هذا العام، حيث رسم العديد من الأطفال لحية الفنان محمد رمضان في شخصية "ناصر الأسطورة"، ليضع بذلك نهاية لبراءة الأطفال التي دائما ما كانت تجنح لرسم الحيوانات والفراشات على الوجوه. انتشر الباعة الجائلون في أرجاء الحدائق العامة فكانوا أحد أسباب اكتمال فرحة المعيدين، الذين توافرت حولهم الأطعمة والمشروبات وحتى الألعاب والبالونات الملونة، دون أن ينالوا جزءا من تلك الفرحة في ظل السعي وراء لقمة العيش. مع تحول الأعياد في السنوات الأخيرة إلى موسم للتحرش بالفتيات، انتشر أفراد الأمن بكثافة في الحدائق لحماية الفتيات المحتفلات بالعيد. وبحلول فترة الظهيرة، وتحول أشعة الشمس إلى لهيب يكوي رءوس زائري الحدائق العامة المفتوحة، صار لزاما الاحتماء بالمظلات والقبعات لمواصلة اليوم بسلام.