اتسمت العلاقات الأمريكية البريطانية بمتانتها واتخذ كل حليف من رؤساء الولاياتالمتحدةالأمريكية منذ فترة طويلة، فوجد الرئيس الأمريكي، جورج بوش، في توني بلير حليفًا له، وباراك أوباما وطد علاقته بديفيد كاميرون وكان آخر ما اتضح في هذه العلاقة القوية تصريحات كاميرون عقب إعلان نتيجة استفتاء الاتحاد الأوروبي، حيث أعرب أوباما عن أسفه إزاء قرار كاميرون بالاستقالة، مؤكدًا أنه يرى فيه صديقا وشريكا موثوقا. واستمرارًا للنهج المعروف في العلاقات بين بريطانياوأمريكا، من المرجح أن يجد المرشح الجمهوري، دونالد ترامب-الذي يعتقد أنه فوزه بالرئاسة- في بوريس جونسون، الأوفر حظًا لتولي منصب رئيس الوزراء في بريطانيا بعد كاميرون، حليفًا وصديقًا مقربًا، وخاصة وأنهما متشابهان في عدة أوجه. وترصد "فيتو" في التقرير التالي مجموعة من أوجه التشابه بين ترامب وجونسون، على النحو التالي: تصريحات جريئة طول الفترة من 2001 حتى 2008 عندما أصبح عمدة لندن، عُرف جونسون بزلات لسانه واعتذاراته أكثر مما أنجزه كعضو في البرلمان، مثلما هو معروف عن "ترامب". ونجح جونسون بتصريحاته الجريئة وروح الدعابة والسخرية الذي يتميز به، وهو الأسلوب الذين كان يروق للكثيرين؛ لأنه يختلف مع الأسلوب السائد في صفوف السياسيين في البرلمان والحكومة البريطانيين. وخلال إحدى الحملات الانتخابية البرلمانية عام 2005، خاطب الحاضرين بالقول: "إذا اخترتم مرشحا للمحافظين، فإن زوجته ستجري عملية تكبير لصدرها وستزداد حظوظها بامتلاك سيارة "بي إم دبليو، إم 3". وعلى غرار التصريحات الجريئة، كان قد وجه دونالد ترامب تعليقات قاسية لمذيعة فوكس نيوز، ميجين كيلي، حيث قال "كان بالإمكان مشاهدة الدم يخرج من عينيها والدماء تخرج من أي مكان". معاداة الإسلام وقبل انتخاب بوريس جونسون الذي ينتمي لحزب المحافظين في منصب عمدة لندن في مايو، حذر البعض من أن فوزه قد يشكل كارثة بالنسبة إلى لندن والمسلمين فيها، ويصفه البعض بالمعادي للإسلام. ويعتبر جونسون الذي يتميز بشعره الكثيف الأشقر أحد الشخصيات الأكثر تعقيدًا وتناقضًا في السياسة البريطانية، ويعرف بعدائه الشديد للإسلام، وانتقد المسلمين بعد أيام من هجمات لندن الانتحارية في 2015، رغم أن جد جونسون الأكبر كان تركيًا مسلمًا يدعى على كمال بك. ويبدو أن ترامب وجونسون وجهان لعملة واحدة في هذا الأمر، حيث دعا ترامب مرارًا لمنع دخول المسلمين إلى بريطانيا. الاتحاد الأوروبي أكد جونسون، أن بقاء بريطانيا في الاتحاد يعني بقاءها أسيرة نظام تجارى لن يسمح لها، أن تتفاوض مع أمريكا أو الصين أو الهند ؛ لأن امتياز التفاوض هو حق حصري محفوظ لكهنة المفوضية الأوروبية التي لا يمثل بريطانيا بين عدد أعضائها الضخم سوى نسبة 3.6% فقط. وكان قد رأى الكاتب مارتن فليتشر، أن "تقارير جونسون التي تهاجم وتشكك في قدرات الاتحاد الأوروبي حتى وصلت إلى حد الاستهزاء، واعتبار أن الاتحاد الأوروبي وسيلة لتقويض بريطانيا، دفعت بقية الصحف البريطانية إلى التنافس والانقسام بصورة أضحت أشبه بالمزحة التي تحولت إلى حملة لقيادة فكر الخروج من الاتحاد". وصرح ترامب أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي أمر "رائع"، وذلك عند وصوله إلى أسكتلندا التي أعلنت أنها ترى مستقبلها داخل الاتحاد بعد الاستفتاء البريطاني.