في مثل هذا اليوم عام 1926، ولد فنان مصري، موهبته ساعدته في الحصول على شهرة واسعة رغم قلة أعماله، ورغم أنه من الفنانين القلائل الذين وضعوا أمام أعينهم الحلال والحرام في اختيار أدوارهم وألحانهم وأغانيهم، وقرر رفض الحرام تحت أي مسمى أو ظرف، ورث عن عمه "محمد عبد الوهاب" الوسوسة والتأني في كل شيء، إنه العبقري "سعد عبد الوهاب". اسمه بالكامل "سعد حسن محمد عبدالوهاب"، تخرج في كلية الزراعة جامعة القاهرة، واتجه للإذاعة فور تخرجه حيث عمل مذيعًا لمدة خمس سنوات، ولكن موهبته الفنية أجبرته على تغيير مساره العملي خاصة بعد مقابلة مع المخرج حسين فوزي الذي قدمه للسينما لأول مرة في أربعة أفلام متتالية هم: "العيش والملح" عام 1949 مع نعيمة عاكف وعباس فارس، وفي عام 1950"سيبوني أغني" و"أختي ستيتة" مع صباح و"بلدي وخفة" مع نعيمة عاكف. منذ اتخاذه لقرار خوض الفن والغناء، قرر عدم تقديم كل ما هو حرام؛ فقد ذهب في بداية مشواره الفني إلى الشيخ محمود شلتوت؛ ليسأله عن حُكم الغناء والفن، فقال له الشيخ: "لا يوجد حرام أو حلال في المطلق، فإذا كنت تغني لسكارى وتتغزل في الجسد فهذا مرفوض، أما إذا كنت تلتزم بكلمة هادفة غير مثيرة للغرائز فلا مانع منها". لذلك رفض عدد كبير من الأفلام التي احتوت على قبلات أو غير الهادفة من حيث المضمون، أما عن الأغاني فقد اشتهر عبدالوهاب باللحن المميز والكلمات الراقية. وبعد رحلة فنية قصيرة، قدم خلالها أشهر أغنياته "الدنيا ريشة في هوا، والقلب القاسي، ومن خطوة لخطوة، ووشك ولا القمر" وألحانًا مميزة لمحمد قنديل وشريفة فاضل وصباح وفايدة كامل، قرر الابتعاد عن الساحة الفنية وسافر إلى السعودية حيث عمل مستشارًا بالإذاعة هناك، ثم انتقل إلى دولة الإمارات العربية المتحدة كمستشار للأغنية الوطنية بالإذاعة ولحن السلام الوطني وغناه بنفسه، ولكنه عاد بعد ذلك إلى القاهرة حيث عاش مع ولديه منعزلًا عن الوسط الفني. ورث عن عمه الوسوسة؛ فكان يرفض «التقبيل» أثناء المصافحة؛ متحججًا في أغلب الأوقات بأنه مريض، كما كان يرفض تناول الوجبات السريعة أو الأكل خارج المنزل، وكان يرفض أيضًا كل أنواع اللحوم المُصنعة. اشتهر بالزهد في كل شيء، حتى أنه كان يتأنى كثيرًا في وضع الألحان، وهو ما عطّله عن مواكبة مسيرة عمه والفنانين الآخرين؛ لذلك يمتلك نجل سعد عبدالوهاب الآن عددًا كبيرًا من الأغاني التي قام بتلحينها لكبار المؤلفين ولم يقم بإذاعتها؛ لاعتقاده أن الألحان بحاجة إلى إضافات وتعديلات. توفي بعد معاناة مع المرض بمستشفى فلسطين في 22 نوفمبر عام 2004.