رئيس اتحاد علماء المسلمين ينصح قيادات الصف الأول ب «التراجع» وإفساح المجال للشباب.. واجتماع مؤجل مع «عزت» ينهى الأزمة بداية يناير الماضى، وتحديدًا في أسبوعه الأول، كان الوسط السياسي المصرى على موعد مع مقال نشره الدكتور يوسف القرضاوى، رئيس -ما يسمى- الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين، تحدث فيه عن التطوير الذي يجب أن تلحق بركبه جماعة الإخوان المصنفة إرهابية. حملة هجوم وتشكيك تعرض لها "القرضاوى" على خلفية "مقال المصالحة" الذي نشره على موقع الاتحاد، ليس من جانب الأطراف الرافضة عودة الجماعة ورموزها إلى الحياة السياسية، حيث خرجت أطراف من داخل التيار الإسلامى لتؤكد أن "القرضاوى" لم يعد صاحب كلمة على الجماعة (قيادة وعناصر)، وهو أمر أكده دخول "مبادرة القرضاوى" لنفق مظلم لم تخرج منه إلا منذ أيام قليلة مضت. فعقب تفجر الأزمة الداخلية التي لحقت بجماعة الإخوان الإرهابية في مطلع فبراير 2015، والتهديد الذي يعد الأصعب في تاريخ الجماعة، فضلا عن محاولات رأب الصدع المتوالية من عدد من كبار القيادات التاريخية، من طرح مبادرات مختلفة إلا أن جميعها باءت بالفشل، لذا عمد "القرضاوي" للتدخل من جديد لحل الأزمة. ووفقا لمعلومات مؤكدة حصلت عليها "فيتو"، فإن "القرضاوى"، عقد خلال الأسابيع القليلة الماضية عددا من اللقاءات مع ممثلى جبهتى الصراع في قطر التي يعيش بها ويحمل جنسيتها، وتوصل إلى صيغة تمكنه من حل الأزمة، وفى الوقت ذاته الحفاظ على الكيان المؤسسى للجماعة. المعلومات ذاتها أشارت إلى أن صيغة مبادرة "القرضاوى" الجديدة لم تختلف عن بنود المبادرة التي طرحها منذ ما يقرب من شهرين، كما أوضحت أن رئيس اتحاد علماء المسلمين، التقى عددا من الشباب المنتمين للجماعة وهم "على خفاجة، ومحمد العقيد، محمد الصياد وآخرون"، وهم الشباب الأكثر انتشار، ويمتلكون تأثيرا كبيرا في شريحة الشباب، واتفقوا على ضرورة السير في خطة عزل "مجموعة محمود عزت القائم بأعمال المرشد العام للإرهابية، ومن خلفه إبراهيم منير، ومحمود الإبياري، ومحمود حسين، وإجبارهم على الرجوع خطوة للخلف. ووفقًا لمصدر داخل الجماعة، فإن "الإخوان" تتعرض حاليًا لضغوط كبيرة من جانب عدد من الأنظمة الحاكمة لتصفية أزماتها، الأمر الذي يدفع ب"مصالحة القرضاوى"، حسب تأكيد المصدر ذاته، إلى صدارة المشهد الإخوانى. قطر.. لم تكن المحطة الوحيدة التي شهدت اجتماعات "القرضاوى"، وهو ما أوضحه المصدر ذاته، الذي أوضح أن رئيس اتحاد علماء المسلمين اصطحب عصام حلمى تليمة ومذيعى قناة "مكملين" التابعة لمحمود عزت، إلى تركيا، في أعقاب إصدار الأخير القرار بتجميد 8 أعضاء من إخوان تركيا، وعلى رأسهم عمرو دراج، مسئول المكتب السياسي لحزب الحرية والعدالة "المنحل"، عبر خطوط الطيران القطرية، وعقد لقاء مطول استمر لساعات مع عمرو دراج ويحيى حامد، رئيس لجنة العلاقات الخارجية للإخوان، ورضا فهمى، عضو مجلس شورى الجماعة، وعلى بطيخ، عضو مجلس شورى الإخوان، وأحمد عبد الرحمن وأشرف عبد الغفار، ليبحثا سبل حل الأزمة. الاجتماع ذاته تم فيه بحث إمكانية أن تكون العودة خطوة للخلف لكل القيادات الحل الأمثل للأزمة، كما اتفقت الأطراف المتحاورة على ضرورة العمل على الحفاظ على الجماعة وكيانها بدلًا من الاستمرار في مواجهة النظام المصرى وتكبد الخسائر، ودعم المسار الخاص بفصل العمل الدعوى عن العمل الحزبي، وإجراء انتخابات داخلية قبيل 30 يونيو في كل المكاتب الإدارية. وأشار المصدر إلى أنه من المقرر أن يعقد "القرضاوي" والوفد المرافق له، لقاءً آخر خلال الأيام القليلة المقبلة مع محمود حسين الأمين العام للجماعة ومحمود الإبياري، عضو مكتب الإرشاد في محاولة منه لتوفيق وجهات النظر والتوصل إلى نقاط مشتركة من شأنها منع سير الجماعة في اتجاه "منحدر السقوط".