حتى في الشهر المعظم الذي فرض الله صيامه علينا حتى نقترب ولو قليلا من التقوى، يأبى إجراء الدولار إلا أن يفسدوا على المسلمين والعرب ما تبقى من خلق ومروءة وفضيلة، فقط عليك أن تشاهد أية قناة فضائية مملوكة لرجل أعمال أو تابعة لمؤسسة مالية تتاجر بخلق الناس كما سبق أن تاجرت بطعامهم ومسكنهم وستجد الكثير من السخافات والتفاهات التي تصل لدرجة الفُجر... وكله باسم رمضان والشهر الفضيل ! تهون الخلاق من أجل الإعلانات وتضيع القيم من أجل مساعدة الفنانين والمشهورين والتافهين على زيادة حسابهم في البنوك، فهذه ممثلة في سن جدتك تتمسك ببقايا البذاءة وتقسم بالله أن الفن ليس حراما، وأن قبلاته هي وغيرها من جداتنا في السينما حقيقية وليست مختلقة.. جزاك الله خيرا على المعلومة القيمة يا حاجة ! أما برامج السماجة والتفاهة المسماة ببرامج المقالب فذاك شيء آخر، وإن كانت لا تخلو أيضا من القبلات والأحضان والشقلبة... نعم لابد من حركة ثقافية جريئة قبل نهاية الحلقة حيث يسقط المذيع مع البطلة في حفرة معا.. أو يسقط فوقها ثم يضحك ويكركر ويهنىء البطلة المؤمنة برمضان الكريم حتى في القبلات والأحضان.. ولكن النجمة البطلة التي غالبا ما تكون إما راقصة أو ممثلة راقصة أو ممثلة سوابق خارجة توها من قضية مخدرات، لا بد أن تقوم بالواجب وتثبت لنا فعليا أن رمضان كريم، فتكرم المحروس المذيع الممثل السمج بقبلة مماثلة وكثير من الأحضان الكريمة حتى تثبت كرمها وكرم رمضان ! بالطبع كل هذا معتاد ومكرر في كثير من الأعمال التافهة التي ابتلانا بها أصحاب رأسمالية الجسد.. ولكن الجديد هذا العام هو الوصول بالضيف لكم كبير من البذاءة والقباحة وقلة الأدب، أو قل انعدامه قبل أن ينكشف المقلب أو الملعوب أو التمثيلية الساذجة المتفق عليها سلفا مع الإنتاج والإخراج وحضرة الممثل المذيع ! ( يا ولاد ال... يا... يلعن....) ألفاظ ما بعد القذارة والسوقية يعاقب عليها القانون بالفعل إن كان هؤلاء مواطنون ضعفاء أو بسطاء أو عاديين من غير نجوم البذاءة.. وكلما زادت البذاءة وانحدرت اللغة بهؤلاء زاد المكسب وارتفعت حصيلة إعلانات البرنامج.. ثم ينتهى هذا بالتشجيع والتصفيق والأحضان المتبادلة والشقلبة ورمضان كريم بالطبع عليهم مادامت هناك شبه دولة لا تحاسب هؤلاء، وإنما فقط تحاسب من أفطر وجاهر بالفطر في مقاهي المحروسة.. يا سلام على الإيمان.. فعلا شبه دولة التبرع والإيمان ! برنامج آخر اعتدنا على تفاهة صاحبه واعتاد هو على الملايين التي يجنيها من الهواء.. لكن في هذا العمل أضاف إلى خلطة البذاءة وقلة الحياء شيء جديد وهو النيران.. سيادته بيلعب بالمفرقعات والتي تعلم الأطفال والمراهقين كيفة قتل بعضهم البعض في ظل مباركة إعلامية وسكوت وصمت من دولة شبه دولتنا المؤمنة التي حرمت دخول شباب الألتراس المدرجات لسبب أقل خطورة من ألعاب النجم التافه بكثير، والذي يجب محاكمته فورا لو كان القانون عندنا يطبق على الجميع ! ثم تجد إعلانات شركات المحمول التي تكلف ملايين لا تعد يتم تعويضها من جيوب فقراء المصريين..المهم لمتهم وزيادة ملايينهم في البنوك، ثم تجد بعد ذلك مواطن لا يستطيع شراء فرخة لإفطار أسرته يتم دعوته بالتبرع لشبه دولة الأغنياء، فالمجد للبذاءة والانتهازية والرأسمالية الفجة وقلة الأدب الذين يجلبون لك المال بكل تأكيد! للأسف رمضان هذا العام كاشف وفاضح لكل ما حولنا سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وأخلاقيا ودينيا... رمضان حقا كريم ! [email protected]