أكدت السلطات الإيطالية أنها تسلمت من السلطات السودانية، أمس الثلاثاء الموافق 7 يونيو مواطنا إريتريا يعتبر من أكبر مهربى البشر المطلوبين في العالم. ويدعى الرجل ميراد ميضاني ويبلغ من العمر 35 عاما، ويعرف بلقب (الجنرال) – لتشببهه بالقذافى – وقد قبض عليه في السودان في 24 مايو، قبل ترحيله إلى العاصمة الإيطالية روما. وكان ميضاني وراء تنظيم رحلة أحد القوارب التي انطلقت من ليبيا وغرقت في عرض البحر الأبيض المتوسط، قبالة جزيرة لامبيدوسا الإيطالية أكتوبر 2013. وقد قتل في الحادثة ما لا يقل عن 359 مهاجرا غرق في البحر، وكان أغلب الضحايا من إريتريا والصومال. ويتعاون محققون بريطانيون مع المحققين الإيطاليين في قضية غرق المهاجرين قبالة جزيرة لامبيدوسا. وأكدت الوكالة الوطنية البريطانية لمكافحة الجريمة أنها تتبعت المتهم وتحركاته وعلمت بعنوان منزل كان يستخدمه، حيث ألقي عليه القبض لاحقا هناك. وخضع هاتف ميضاني للتنصت من قبل المحققين، وأشارت التسجيلات إلى أنه (كان يضحك بسخرية من غرق القارب قبالة جزيرة لامبيدوسا بسبب كثرة ركابه)، بحسب صحيفة "حريات" السودانية المعارضة. وفي تسجيلات أخرى، كان (الجنرال) يعطي تعليمات لعصابات تهريب البشر، ويخطط لعمليات إرسال مزيد من المهاجرين عبر البحر الأبيض المتوسط. وتعتبر هذه العملية الأولى من نوعها التي يلقى فيها القبض على مهرب للبشر في القارة الأفريقية وينقل إلى أوروبا لمحاكمته. ويقوم محققون في مدينة باليرمو في صقلية الإيطالية بالتحقيق في تلك الاتهامات، ومن المقرر أن يمثل ميضاني أمام المحكمة اليوم الأربعاء. وأشارت السلطات الإيطالية إلى أن ميريد ورجل إثيوبي آخر جمعا أموال طائلة من عمليات التهريب، بلغت ما معدله 600 ألف ومليون دولار من وراء كل رحلة زورق. وأوضحت مصادر (حريات) أن ميضاني ظل يقيم بالجريف بالخرطوم ويمارس اتجاره بمعرفة وتعاون وثيق مع عدد كبير من ضباط الأجهزة الأمنية، وان القبض عليه وتسليمه لإيطاليا لم يحدث الا بعد تطورين اساسيين، أولهما تحديد السلطات البريطانية والإيطالية لمكان إقامته، والثانى إجازة الاتحاد الأوروبي بدفع من ألمانيا صفقة دعم النظام السودانى أمس الثلاثاء.