فجرت تهديدات اللواء عمر سليمان المتعلقة ب«الصندوق الأسود» والأسرار التي يمكن أن يزيح عنها الستار قنبلة داخل قيادات جماعة الإخوان المسلمين، فالبعض أكدوا أن الجماعة لن تأخذ تلك التصريحات علي محمل الجد مستندين في رأيهم هذا للسجل الأسود ل «سليمان» الذي يمكن أن يظهر حال الدخول في معركة حقيقية مع الجماعة، بينما أكد آخرون أن سليمان بحكم وظيفته يمتلك العديد من الخبايا والأسرار التي تمس جماعة الإخوان وغالبيتها ستفضح العلاقات المشبوهة بين الجماعة والمجلس العسكري،وعمليات غسيل الأموال التي تتم داخل الإخوان ومخططات قيادات الجماعة لبيع قناة السويس ومصر لقطر وأمريكا،كما أكدوا أن الجماعة تعلم خطورة هذه المعلومات علي وضعها السياسي في الشارع المصري ،الأمر الذي يدفعها إلي تقديم العديد من التنازلات للحفاظ علي السر هيثم أبو خليل القيادي السابق في جماعة الإخوان المسلمين قال :»اختلفنا أو اتفقنا مع الجماعة فهذا لا يمنع من التأكيد علي أن اللواء عمر سليمان لا يجب أن يستغل عمله في المخابرات ، ولا يجب أن يستغل أي معلومة عرفها في تهديد أشخاص أو جماعات وتصفية حسابات شخصية،كما أنه بهذه التصريحات يشبه من يلعب بالنار التي ستحرقه هو قبل أي أحد ، كما أن تاريخه أسود وممتلئ بالعديد من القضايا التي لو تم فتحها سيكون نفيه أو إعدامه الحكم الوحيد الذي سيواجهه، وإذا كان يمتلك معلومات عليه أن يظهرها ويترك الأمر وقتها للقضاء . وحذر «أبو خليل « سليمان» بقوله: علي مدير المخابرات السابق أن يسكت حتى لا نفتح صندوقه الأسود وعلاقاته مع إسرائيل والمؤامرات التي كان يخططها ضد قيادات حماس واتفاقيات جنوب أفريقيا والسودان ،حيث كان عميلا لأمريكا وإسرائيل وكان من الأشخاص المحببة لقلوب إسرائيل». المهندس خالد داود القيادي السابق بالجماعة كان أكثر صراحة من «أبو خليل» حيث قال : اللي بيته من زجاج ما يحدفش الناس بالطوب» فقبل أن نتحدث عن «صندوق أسود» يجب أن تتم محاكمة «سليمان» ومساءلته عن المؤامرات التي دبرت ضد الثورة المصرية من موقعة الجمل ،وجميع عمليات التخريب التي تمت، ويجب أن يحاسب سليمان عن كيفية دخول جواسيس إسرائيليين وأجانب إلي مصر وعن بيع القضية الفلسطينية ،مع الأخذ في الاعتبار أنه يمثل تهديدا لرموز النظام السابق وليس للإخوان أو غيرهم ، وإذا كان يريد الفضيحة فعليه بفضح مبارك وأعوانه وليس طمث معالم الحرية. الدكتور عبد الستار المليجي أحد القيادات المنشقة عن جماعة الإخوان المسلمين اختلف مع الآراء السابقة بقوله : اللواء عمر سليمان يمتلك العديد من الأسرار التي تفضح تواجد الإخوان في الساحة السياسية منها العديد من الاتفاقيات التي تمت في الاجتماع الذي جمعه وقيادات الجماعة والمجلس العسكري أثناء الثورة ، والذي يؤكد أنهم اتفقوا علي خريطة تقسيم السلطة بين الإخوان والعسكر وأن الاتفاق نص علي أن تأخذ الجماعة السلطة التشريعية متمثلة في مجلسي الشعب والشورى مقابل أن يحصل «العسكري»علي الرئاسة والحكومة التنفيذية وأن جميع الأحداث التي تلت الثورة وانسحاب الإخوان من الميدان أثناء الثورة للاستعداد علي ما تم الاتفاق عليه ولتجهيز أنفسهم للسيطرة علي البرلمان وهذا الاتفاق تم تطبيقه بحذافيره في المرحلة الانتقالية وبالفعل حصل الإخوان علي الغالبية العظمي في المجلسين ،وعندما فكر الإخوان في تغيير الاتفاق -كعادتهم -ومخالفة المجلس العسكري عن طريق مطالبتهم بحل حكومة الجنزوري -الحديث للمليجي- ظهر غضب العسكر الذين هددوا الإخوان بضرورة الالتزام بما تم الاتفاق عليه ،وهو ما دفع الإخوان إلى التفكير أكثر من مرة في حل الحكومة ،كما أن ترشح الدكتور عبد المنعم أبوالفتوح للرئاسة أشعل غضب الجماعة بشكل جعلها تندفع وتتراجع عن اتفاقها مع «العسكري» مرة ثانية، وهو أمر أكده دفعهم بمرشح رئاسي لهم وهو المهندس «خيرت الشاطر» وهو تصرف قابله «العسكري» بترشيح «سليمان» حتى يكتم أفواه الجماعة بما يملكه من معلومات سرية . وكشف «المليجي» أنه من ضمن الأسرار والاتفاقيات التي تمت بين الإخوان والعسكري بشأن الإبقاء علي المادة 28 الخاصة بانتخابات الرئاسة والتي تنص علي عدم جواز الطعن علي قرارات اللجنة العليا للانتخابات بشكل يضمن للعسكري فعل ما يريد ،إضافة لقانون العزل السياسي الذي سبق وطرحه شباب الثورة منذ عدة أشهر وحرص الإخوان علي عدم تنفيذه حتي لا يمس حليفهم العسكري وعندما حدث الخلاف وافقوا علي تمريره . لم يستبعد «المليجي» أيضا الحديث عن عدم شرعية الجماعة وإمكانية الطعن في التصرفات المالية للإخوان وكيفية حصولهم على تبرعات بدون تراخيص وكيفية دخول الأموال وكشف العديد من قضايا غسيل الأموال والمتورطة فيها العديد من قياداتهم وعلاقاتهم بالقوي الخارجية، وكشف تفاصيل الزيارة التي قام بها جون كيري إلي مقر الجماعة دون أن يعلم عنها أحد. ولم تتوقف مفاجآت «المليجي» عند هذا الحد فقد قال: أخطر المعلومات التي من الممكن أن يتكلم عنها سليمان هي قيام الإخوان بتأجير قناة السويس لدولة قطر لمدة 99 عاما عن طريق قيام خيرت الشاطر بالاتفاق مع أمير قطر بتأجير القناة حال نجاحه في الانتخابات الأمر الذي يؤكد علي أن غالبية تمويلهم من قطر والتي تعتبر السمسار العربي النشط للولايات المتحدةالأمريكية وإسرائيل ،الأمر الذي يؤكد علي أن أمريكا سوف تستعمر قناة السويس لمدة 99 عاما وبالتالي تكون تحت تصرف إسرائيل . وأكد «القيادي المنشق» أن الإخوان يدركون جيدا خطورة المعلومات التي يمتلكها «سليمان» علي وضعهم السياسي في الشارع المصري ،الأمر الذي يدفعهم إلي القيام بتقديم العديد من التنازلات لإسكات سليمان ومنها سحب مرشحيها «الشاطر والدكتور محمد مرسي» وتقديم الدعم لعمر سليمان ،قائلا:« لو تكلم سليمان ستكون بداية النهاية لجماعة الإخوان المسلمين ولن تتركه الجماعة يتكلم».