بعض البشر، من شدة شوقهم وحبهم لله، زهدوا في الدنيا ومتاعها الزائل لعلمهم أن الدنيا فانية وانهم أن عاجلا أو آجلا سيصلون إلى الله فقرروا أن يعيشوا في الأنوار الإلهية.. بعيدا عن هؤلاء البشر الذين قرروا أن يلتصقوا بالأرض ويعيشوا في الجحور أو في القبور أو العشوائيات في ظلام الماديات والبحث عن الفتات من الطعام، وذكرنى هؤلاء ببانون ناطحات السحاب بقصة فرعون وكبير المهندسين هامان الذي أمره أن يبنى له قصرا عاليا في أرض مصر لكى يصعد عليه وينظر إلى اله موسى بغير استحقاق في سورة القصص "آية 38": (وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَل لِّي صَرْحًا لَّعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَىٰ إِلَٰهِ مُوسَىٰ وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ، وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لَا يُرْجَعُونَ). اشتاقت نفسى أن اسأل ( الصاعدون إلى السماء ) على لسان الغلابة الأبرياء، في العشوائيات من متوسطى الدخل والفقراء وليس من معدومى الدخل فهؤلاء لهم المقابر والعشوائيات والخلاء، مع القطط والكلاب والعواء، ولطم الخدود وشق الجيوب والصراخ والسواد في الصباح والمساء: