«أعتيق»: الحركات الإسلامية خارج السيطرة وتابعيهم يملكون عقولاً خاوية منذ نشأت التشكيلات المسلحة ذات المرجعية الأصولية,كان لسيناء نصيب الأسد من التأثر بأفكارها حيث البيئة تلعب دوراً مهماً في مدى قبولها واعتناقها لتلك الأفكار التى تتماشى مع سيكولوجية البدوى المتميزة بالعند والشدة ,وهو ما تلاقى مع الأفكار الأصولية ووجد فيها ما يحتويه فكرياً ونفسياً واجتماعياً. بعد نكبة 1948 بدأت تتبلور أدبيات الفكر الجهادى بشقيه "الميدانى المسلح – الاستخبارى" بفلسطين وكان مبعثه هو التصدى للعدو الصهيونى داخل الأراضى المحتلة, وفى البداية كان يعتنق تلك الأيديولوجية مجموعات متشرذمة حتى تجمعت تحت لواء واحد فى السبعينيات على يد الدكتور عبد الفتاح الشقاقى الذى تأثر بفكر الجماعة المصرية اثناء دراسته الجامعية فى مصر, ومن ثم انتقل المنهج التنظيمى الى فلسطين ممثلا في حركة الجهاد الاسلامى. فى تلك الفترة كان الفكر الجهادى ينشط وبشدة فى شبه جزيرة سيناء نتيجة للظروف المتشابهة بين المجتمعين فكلاهما يقع تحت سلطة الاحتلال الصهيونى ,وكلاهما يرى فى الايديولوجية الاصولية المخرج الوحيد من سطوة الاحتلال. تتلمذ على يد القيادى الجهادى شكرى مصطفى عناصر سيناوية وتشربت الفلسفة الجهادية وبعودة الشقاقى الى دياره عزز الفكر الجهادى بسبب الواقع الجيوسياسى بين الفريقين «السيناوى – الفلسطيني» فى تلك الفترة من السبعينيات. وبمباركة الاجهزة الامنية فى تلك الحقبة انتشرت فكرة الجهاد المسلح ضد العدو حيث كانت تخدم الصالح العام, وكان القائمون على تلك الأجهزة يرون أن الحافز الدينى هو ارقى الدوافع المحركة للعناصر المجاهدة حين يتعلق بالعقيدة, وعلى هذا الاساس وجد الفكر الجهادى مساندة الدولة فى نموه وانتشاره. وبعد جلاء المحتل من أراضى سيناء اصطدم الواقع بمتطلبات المستقبل فى اوائل الثمانينيات,حيث وجدت الدولة نفسها بين مطرقة الرجعية الاصولية التى باركتها وبين سندان مدنية الدولة التى ستجعل من سيناء جسر إمداد مهم لخزائنها. وبعد صدام طويل استمر حتى منتصف التسعينيات استطاعت الأجهزة الأمنية تطويع بعض الجماعات بالاعتقال تارة وبالصفقات تارة اخرى في حين أن البعض الآخر خرج عن السيطرة وتوجه الى بطون الجبال وتحولت الى خلايا خاملة فى انتظار الظروف التى تسمح لها بمعاودة النشاط مرة اخرى, ولكن لم ينقطع اتصالها بمثيلتها فى الخارج. وسط الانفلات الامنى الذي شهدته سيناء بعد اندلاع ثورة الخامس والعشرين من ينايرعاد النشاط الجهادى من جديد إلى سيناء سعيد أعتيق الناشط السياسى وعضو ائتلاف شباب الثورة يقول إن تفريغ سيناء من اى نشاط سياسى قبل الثورة على يد النظام السابق هو ما ساعد فى ظهور تلك الجماعات مرة اخرى على الأرض ,لأن أهل سيناء بحثوا عن ايديولوجية تحتويهم وتمثلهم فى المجتمع بعد ان اصبح القيد الأمنى فى خبر كان وأتيح للجميع الادلاء برأيه بدون رقيب وحسيب ,هنا استطاعت الحركات الاسلامية ذات المرجعية العنيفة احتواء هؤلاء الباحثين عن كيان يمثلهم ويعبر عنهم مما اعطاهم قوة ووجودا وحشدا ويظهر ذلك جلياً فى المسيرات المسلحة قبل عدة شهور,وما اتبعها من هجوم على قسم شرطة العريش , ويؤكد أعتيق أن العقول المدبرة لا تتخطى عدد أصابع اليد وتابعيهم يملكون عقولا خاوية تبحث عن رمز تتبعه. أما الشيخ حسن خلف فيقول: الواقع ظاهر للجميع فعمليات العنف الممنهج من الجماعات المتشددة متكررة ومازالت تتكرر ولا ينتظر هؤلاء سببا لحمل السلاح فهم يحملونه بالفعل ويستخدمون العنف, ويشير خلف إلى أن هدف الحركة الجهادية بسيناء يختلف عن هدف الحركة فى باقى نواحى مصر حيث إن هدف الأخيرة هو السيطرة على الحكم وفرض فكرها على الشعب أما هدف الجماعة بسيناء هو إعلان الإمارة الإسلامية, ويفجر خلف قنبلة من العيار الثقيل بتأكيده ان الجماعات بسيناء نوعان احدهما تبنى فكر القاعدة ويؤكد خلف ان هناك مراسلات تتم بينهم وبين القاعدة كما ان جميع فتواهم يحصلون عليها من علماء القاعدة عبر كتبهم ومطبوعاتهم والآخر من اصحاب الفكر التكفيرى الذى يكفر المجتمع كله ويرى من ليس معه فهو ضده. بلهجة حازمة تحدث الشيخ محمد عزام أحد القيادات السلفية بسيناء ل "فيتو" مؤكدا أن وجود الأمن فى سيناء سينتج عنه مصادمات كما يحدث الآن مبرراً رأيه بان الاسلاميين فى سيناء ذاقوا انواع العذاب على ايدى رجال امن الدولة ,وعن موقفه من دخول الاسلاميين إلى معترك السياسة رفض عزام بشدة أن يكون للتيار السلفى عموما نشاط سياسى مطالبا بدولة اسلامية يحكمها شرع الله, عزام أكد ان جهل المجتمع بالدولة الدينية,وعدم معايشته لمجتمع يحتكم لشرع الله الاثر الكبير فى رفضه الاحتكام لكتاب الله وسنة رسوله, لذلك اطالب الكيانات السلفية الانشغال بالدعوة لتأهيل المجتمع اولا ثم السعى لتطبيق الشريعة ,ولم ينف عزام ان هناك من يحمل السلاح ويحاول فرض فكره بالقوة ويبرر ذلك بأن لكل تيار أسلوبه ومرجعياته اللتين يعود إليهما ,وكل فئة من هؤلاء لها فتاويها وقواعدها الفقيهة التي تعينها على تطبيق رؤيتها ومفاهيمها.