الدكتورة بثينة كشك: قررنا مواجهة ظاهرة العنف داخل المدارس ب«الأنشطة» وإعادة الثقة بين أولياء الأمور والكيانات التعليمية في عددها الصادر الثلاثاء الماضى الموافق 24 مايو الجارى، استضافت "فيتو" الدكتورة بثينة كشك، وكيلة وزارة التربية والتعليم بمحافظة الجيزة، والتي كشفت بدورها العديد من الأزمات داخل المديرية، كما ألقت الضوء على خطط التطوير التي بدأت بالفعل في اتخاذ خطوات جادة لتطبيقها. تصريحات "كشك" ترتبت عليها تحركات عدة، يمكن وصفها بأنها خطوات تنفيذية لخطة تطهير المديرية وتصحيح مسار العملية التعليمة بالجيزة، وهى الخطوات المكملة لما بدأته مع مطلع العام الدراسى الحالى حينما قررت، وكيلة وزارة التربية والتعليم بالجيزة، تنفيذ خطة إعادة تصحيح المسار داخل مديرية التربية والتعليم بالجيزة، والإدارات التابعة لها، والتي بدأتها باستبعاد عدد من القيادات التي أثيرت حولها العديد من الشبهات أثناء توليهم مهام عملهم في مواقع تعليمية، في عهد وكلاء الوزارة السابقين، وفك «التربيطات» داخل ديوان المديرية وإدارتها، وبتر أذرع أصحاب المدارس الخاصة بها. كما اهتمت "بثينة" خلال خطة تطوير المديرية بوضع مخطط وبرنامج للقضاء على العنف داخل المدارس، والتصدى ل«تغول» مجالس الآباء والأمناء على العملية التعليمية، إضافة إلى تدريب المرشحين لتولى مناصب وكلاء ومديرى الإدارات التعليمية لرفع المستوى المهنى لديهم، وتدريبهم على صناعة القرار واتخاذه. بدأت، وكيلة «التربية والتعليم» تلك الخطوات باتخاذ قرارات استبعاد وإحالة للشئون القانونية لعدد من قيادات التربية والتعليم بالمحافظة، لمخالفات مالية وإدارية ارتكبوها والتي كان أبرزها استبعاد أحد مديرى الإدارات، لوجود عدة مخالفات إدارية، والتي زادت مخالفاته حينما قام بالضغط على إحدى معلمات إدارته لتغير أقوالها والتنازل عن قضيتها بعد تحرش مجموعة من الطلاب بها داخل إحدى لجان الامتحانات، ووقفت "بثينة" لتلك الأزمة بالمرصاد وأكدت وقوفها بجانب المعلمين وأنها لن تتهاون في حق المعلمة حتى أيد محافظ الجيزة الأسبق قرارها وتم استبعاد مدير الإدارة من منصبه. لم تكتف وكيلة "التربية والتعليم" بالخطوات تلك، لكنها تمكنت من ضبط واستبعاد عدد من قيادات الإدارات المالية والتعليمية داخل كل الإدارات وكان أهمها التمكن من ضبط مدير الحسابات المالية بإدارة العمرانية في قضية اختلاس، ومسئولى الماليات ومدير إدارة 6 أكتوبر السابق في أكبر قضية اختلاس شهدتها وزارة التربية والتعليم على الإطلاق، والتي تم فيها ضبط اختلاس 300 مليون جنيه وهى القضية المنظورة أمام القضاء حاليًا. وتوجهت أنظار وكيلة الوزارة مؤخرا إلى من يمكن وصفه ب"مجموعات المصالح" داخل المديرية، والذين يسعون جاهدين لإفشال أي مخطط لتطويرها، وتشكيل مجموعات من العصابات و«الشللية» التي تعمل لصالح أصحاب المدارس الخاصة، ومقاولى تطوير وصيانة المدارس، خاصة بعد اكتشاف مجموعة منهم يقومون بالعمل على ترسية مناقصات صيانات المدارس على مقاولين بعينهم لوجود مصالح مشتركة بينهم، وتمكنت من النجاة بملف تطوير وصيانة المدارس من مواجهة عدة عراقيل وضعها هؤلاء وتنفيذ مشاريع التطوير على النحو المخطط له، كما تم ضبط أحد مسئولى إدارة المخازن بالمديرية متلبسا في قضية رشوة من أحد المقاولين مقابل ترسية إحدى المناقصات عليه، وتمت إحالته للتحقيق للنيابة العامة. كما أوضحت الدكتورة بثينة كشك، أنه من أهم المشكلات التي تعمل على حلها خلال الفترة الحالية مواجهة العنف داخل المدارس وهى الظاهرة التي تحورت الفترة الماضية وأصبحت تتسم بالجرأة وعدم التبرير. "بثينة" علقت على تلك الظاهرة بقولها: العنف داخل المدارس كان يتم تصنيفه كونه أعمال عنف بين الطالب وزميله أو إدارة المدرسة ومعلميها، وأصبح ظاهرة تحتاج إلى دراسة مع الأخذ في الاعتبار أنها تتفاقم بشكل يومى وتشهد مدارس التربية والتعليم يوميا حالة على الأقل داخل المدرسة، كما أثبتت الدراسات أن أسباب تلك الظاهرة عديدة إلا أن أهم أسبابها غياب دور الأسرة وتنشئة الأطفال على تبرير العنف، إضافة إلى فقد ثقة أولياء الأمور في إدارة المدرسة والعملية التعليمية عموما، وهو ما يظهر جليا في المنظر العام الذي نشاهده هذه الأيام أمام المدارس من انتظار أولياء الأمور لأطفالهم أمام بوابات المدرسة حتى انتهاء اليوم الدراسى وهو خطأ وقعت فيه التربية والتعليم بعدما أوصلت أولياء الأمور إلى مرحلة القلق على أبنائهم من المدرسة.