احتفل أبناء الطرق الصوفية، بمحافظة قنا، بآخر «إثنين» في شهر شعبان بمسجد العارف بالله سيدي عبدالله القرشي، حيث تجمع العشرات من المحبين والمريدين للشيخ عبدالله القرشي الذي يحظى بمكانة كبيرة بين أبناء الطرق الصوفية، حيث يقوم المحبون بتلاوة القرآن الكريم وذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقام هذه الاحتفالية في كل يوم إثنين من شهري رجب وشعبان، كما يقوم المحبون والمريدون بتوزيع الحلوى. مقام عبدالله القرشي يقع بمحيط منطقة مقام سيدي عبدالرحيم القنائي، وذكرت بعض الروايات أنه هو الذي بشر بقدوم سيدي عبدالرحيم القنائي عندما كان يقول: "سيأتي هنا بطلًا عظيمًا"، وهناك مقولة يرددها البعض بأن من لم يزر مقام العارف بالله القرشي لم تقبل له زيارة عند "سيدي القنائي" وهذه إحدى الكرامات التي دعا بها القنائي للشيخ الجليل الذي كان التنبؤ بقدوم القنائي. وكان القرشي دائما يرش المياه ويقول بصوت عالٍ "ياقنا جايلك ملك" وكان الناس يسخرون منه حتى أتي العارف بالله عبد الرحيم القنائي وكان القرشي موجود بذات المكان واستقبله استقبالا جميلا وكان ملثم الوجه دائما لا يظهر إلا عينيه وكان يصب الماء كي يتوضأ سيدي عبد الرحيم القنائي وذات مرة سقط ما يتلثم به القرشي فنظر إليه القنائي فوجده شيب أبيض الرأس واللحية فهو أكبر منه سنا فقال له من هذه اللحظة تكون موجود أمامي ومن لم يزرك لا تقبل منه زيارتي ومن جاء وطلب طلبا عندي ولم يستجب له فليشتكيني عند عبد الله القرشي وذلك تقديرا واحتراما لذلك الرجل المسن. ومنذ هذا التاريخ والمحبون والمريدون لايزورون مقام القنائي إلا قبل زيارة القرشي، وهذه الكرامة لايعرفها الكثيرون إلا من أبناء قنا، ولكن الناس ترددها للمحبين والمريدين لزيارة القنائي للسير على نفس نهج القنائي الذي دعا تلك الدعوة للشيخ الجليل عبدالله القرشي ويحتفلون في كل يوم "إثنين" بالذكر وتلاوة القرآن وتوزيع الحلوى على المحبين والمريدين لمسجد القرشي والقنائي.