نسخة من مصر المحروسة.. فيها العالم والعابد.. «أبو دقن» وأبو سكسوكة وأرباب «التاتو».. الليبرالى والمتأسلم والمستسلم.. البيه والبواب.. الدكتور والجزار والشاعر والفاجر وابن السبيل.. وأحمد ومنى ومينا وسلسبيل.. زورونا تجدوا ما يسركم، لكنكم أبدا لن تجدوا الصادق كان لقائى مع المهندس شريف إسماعيل، رئيس مجلس الوزراء بالصدفة البحتة.. حيث كنت أتجول بإحدى الأسواق الشهيرة بإحدى ضواحى العاصمة بعد منتصف ليل الخميس الماضى، وفوجئت بمدير الماركت الشهير يهرول ناحية أحد الزبائن ويقابله بترحاب شديد.. وبعد تركيز في صاحب الطلة البهية أدركت أنه المهندس شريف إسماعيل. تساؤلات كثيرة جالت بخاطرى حول الرجل الأول في حكومة مصر من نوعية «طب هو سيادته يعنى ماعندوش شغالة تجيب طلبات البيت؟!.. طب يعنى حبكت ييجى بالتيشرت والجينز؟! يبقى أكيد ساكن في نفس المبنى.. طب مايكونش الماركت دا بتاع معاليه وهو مخبى علشان وضعه الحساس؟!».. يوه بقى هو أنا هتعب نفسى على إيه وهنا دفعت عجلات السلة التي أحمل عليها مشترواتى واتجهت ناحيته: قلت: صباح الخير بالليل يامعالى الباشا قال: أهلا أهلا يافندم أؤمرينى قلت: الأمر لله سيادتك.. أنا «سطوطة الفنجرى» محررة درب الفشارين قال: نار على علم يافندم.. على فكرة أنا متابع جيد لحواراتك مع الوزراء وكبار المسئولين المصريين والعرب قلت: دا شرف ليا يافندم قال: بالعكس الشرف ليا أنا أكيد.. دا أنا عايز شخصية مشهورة مثل حضرتك علشان أحكيلها اللى في قلبى جايز يوصل للمسئولين ضاحكة قلت: دا طبعا تواضع من معاليك قال: والله ياست سطوطة إحنا تعبانين.. الرز بقى ب 7 جنيه.. وفيه أنواع ب 9 وكمان ب 12 قلت: فعلا انا لسه شاريا رز ب 12 جنيه أهو في السلة قال: طب حضرتك مقتدرة يافندم لكن إحنا غلابة قلت: آه فعلا حضرتك غلبان جدا.. ماهو انت وزمايلك السبب في زيادة الأسعار يافندم قال: ليه بقى.. هو إحنا بناكل رز أكتر من معاليكى يعنى قلت: انت شكلك كدا يافندم في الطراوة خالص.. طب قل لى: هو حضرتك كنت فين ساعة الحرايق اللى ولعت في العتبة؟! قال: كنت مسافر ورجعت في نفس اليوم قلت: أكيد رجعت علشان تكتشف سبب الحرايق طبعا وتبحث عن حلول قال: أبدا والله دى صدفة إنى سافرت ورجعت في نفس اليوم بالليل قلت: طب كنت فين ساعة اختفاء الطائرة المصرية ووقوعها في عرض البحر قال: برضو كنت مسافر ورجعت في نفس اليوم قلت: وأكيد معاليك رجعت علشان تساعد في كشف سبب وقوع الطائرة قال: أبدا والله دى صدفة أنا كنت مسافر ورجعت في نفس اليوم قلت: هو انت ليه مع كل حادثة بتكون مسافر وبترجع في نفس اليوم؟! قال: ظروف شغلى ياهانم قلت: اللى هو إزاى يعنى؟! قال: أصل أنا بشتغل في «مصنع سكر الحوامدية» وكل يوم بسافر الصبح للوردية وأرجع بالليل قلت: نعم؟! قال: إدعيلى ياست سطوطة ربنا يكرمنى واتنقل هنا في مكاتب الإدارة بدل السفر والشحططة.. هو بس الزهر يلعب حبتين وهتبقى فلة.. وآآآآآه لو لعبت يازهر واتبدلت الأحوال! وهنا خبأت وجهى بين كفى يدى من الكسوف.. واستأذنت الرجل في الانصراف فقد كان مجرد شبيهًا للسيد المهندس شريف إسماعيل رئيس وزراء مصر.