"إهمال.. وتقاعس.. وانعدام ضمير"، مثلث رعب دخل عقول وقلوب بعض المسئولين التنفيذيين بالمنيا، أسفر عن عدم خلو أكثر من 5 آلاف كم هي إجمالي المجاري المائية والترع بالمحافظة، من أكوام ومخلفات المنازل والمصانع، تمر تلك المصارف من وسط القرى وداخل الكتلة السكنية، بل إن أغلب المدارس والمستشفيات، في تلك القرى تقام على ضفاف تلك المصارف المليئة بالأمراض والروائح الكريهة، كوارث صحية وقنابل بيئية أصبحت بمثابة بؤر تلوث ومصادر للأوبئة والأمراض. "ديروط أم نخلة" ففي البداية، يقول المهندس أحمد أبو المجد العال، يعمل بشركة كهرباء مصر الوسطى، من أهالي قرية "ديروط أم نخلة"، إن مصرف القرية اخترق الكتل السكنية في القرية ويتم إلقاء مخلفات ونفايات المجازر والمنازل فيها، مضيفًا: "فالمياه على طول المصرف تأخذ لون الدماء ويتكدس المصرف بتلال القمامة التي تنشر الرائحة الكريهة"، مشيرًا إلى أن مصرف "ديروط أم نخلة"، يعتبر بؤرة تلوث تهدد حياة أكثر من 15 ألف نسمة، تلك الكتل التي تتعرض يوميًا لسموم المصرف وحشراته، التي تهاجمهم منازل أهالي القرية. وطالب "أبو المجد" مسئولي الوحدة المحلية بملوي، بردم هذا المصرف أو تغطيته، أو حتى تطهيره، قائلاً: "قدمنا طلبات لكل المسئولين في المحافظة ومجلس ملوي، لتنقذنا من الموت البطيء والمحقق نتيجة مرور تلك المصارف وسط الكتلة السكانية، ولم يستجيب أحد لشكوانا". "البدرمان" ومن قرية "ديروط أم نخلة" إلى قرية "نزلة البدرمان"، إحدى قرى مركز ديرموس، الواقعة جنوبالمدينة، البالع تعدادها أكثر من 13 آلاف نسمة، حيث يعاني أهالي القرية من الترعة الرئيسية الموجودة في مدخل القرية، ذلك المصرف الذي اغتالته القمامة، حتى إنها كادت أن تختفي أسفلها، وسط غياب كامل سواء من مسئولي شركة المياه، حيث إن الترعة تسبب الكثير من الأمراض والأوبئة لأهالي القرية، والتي تنتج من ري أكثر من 5000 فدان من الأراضي الزراعية من مياه الترع الملوثة. "زاوية حاتم" وعلى جانب آخر، يقول سعد الدين طه عفيفي، من أهالي قرية "زاوية حاتم"، غرب مركز أبو قرقاص، جنوب المحافظة، إن القرية يبلغ تعداد سكانها أكثر من 10 ألف نسمة، تحول مصرف القرية إلى مقلب لإلقاء القمامة والفضلات والمخلفات به، والتي تنتشر على سطح المياه، مما أدى إلى انتشار الروائح الكريهة، ويعد مرتعًا للأوبئة والأمراض والميكروبات.