دعا رجال دين وسياسيون عرب بابا الفاتيكان الجديد فرانسيس الأول إلى تقديم مبادرات للحوار الإسلامى المسيحى. وأكد هؤلاء - فى ندوة إلكترونية نظمها اليوم "السبت" مركز الدراسات العربى - الأوربى ومقره باريس وأديرت حواراتها من عمان - أهمية التعايش السلمى والحضارى بين أصحاب الديانات السماوية خاصة المسلمين والمسيحيين لما فيه الخير والمصلحة للبشرية. بدوره، قال سلطان أبو العينين مستشار الرئيس الفلسطينى أن الديانات الثلاث السماوية بحاجة لحوار معمق وخاصة بين الإسلام والمسيحية . وأكد أن الإسلام رسالة تسامح ومحبة ومبنى على العدالة، معربا عن أمله فى أن يصدر عن بابا الفاتيكان الجديد دعوات تكون بمثابة ميثاق يتطلع له الجميع كمبادرة سلام بين الشعوب. من جانبه، أعرب دليل أبو بكر رئيس المجلس الفرنسى للديانة الإسلامية عن أمله فى أن يكون هناك حوار بين المسلمين والمسيحيين، متمنيا أن يعمل البابا الجديد على وضع خطة وجدول أعمال لهذا الحوار حتى يمكن الحوار بين أتباع الديانتين. وقال أبو بكر أن اليهود فى روما لهم مؤسسات واتصالات ومنذ زمن مع الفاتيكان، مضيفا: إننا لم نسمع حتى الآن عن أى توجه من هذا القبيل من قبل البابا الجديد. من ناحيته، أعرب ياسين رواشده سفير البوسنة والهرسك فى الكويت (أردنى الأصل) عن اعتقاده بأنه سيكون هناك حوار إسلامى - مسيحى، لكنه لن يكون على نفس مستوى وعمق الحوار المسيحى - اليهودى. وقال: إن الزعامات اليهودية المتنفذه سياسيا ودينيا سبقت المسلمين إلى التعاون والتنسيق مع زعامة الفاتيكان، فيما اكتفى أئمة المسلمين بالحديث عن القضايا الخلافية مع المسيحية، كما لو أن المسألة تتعلق بالسباق لمن هو الأفضل وليس بمعالجة قضايا العالم التى نشترك فى العيش فيه معا". وأعرب رواشده عن اعتقاده بأن الحوار المسيحي- الإسلامى سيستمر وربما بدفع أقوى فى عهد البابا الجديد خصوصا وأن هناك مجلسا فى الفاتيكان مخصص لمتابعة الحوار، وقال "إن المطلوب أن تكون الزعامات الدينية الإسلامية على قدر المسؤلية وتتجنب النقاش الفقهى - اللاهوتى لأننا لن نصل لنتيجة لأن أحدا لن يتغير لصالح الآخر"، داعيا إلى ضرورة البحث عن القواسم المشتركة وهى كثيرة خصوصا المسائل المتعلقة بالسلام والتعايش وقبول الآخر واحترام خصوصية كل طرف. بدوره، أشار القيادى البارز فى جماعة الإخوان المسلمين بالأردن عبد اللطيف عربيات إلى أن الحوار الإسلامي- المسيحى تاريخى ومستمر بغض النظر عن مجيء البابا الجديد. وقال عربيات "إن المسحيين والمسلمين فى الأردن على سبيل المثال فى حالة تعايش ايجابى ومستمر والحوار مستمر بين الجانبين ". وتابع: " نحن فى الإسلام ليس لدينا مشكلة مع المسيحيين ولا توجد أصلا عقبة مع المسيحيين ..بل المطلوب زيادة التعاون معهم".