عبر الرئيس عبد الفتاح السيسي عن استيائه الشديد من أداء الإعلام المصري وكيفية تناوله للأزمات، جاء ذلك في عدة خطابات ولقاءات، ألقي فيها الرئيس اللوم على الإعلام، موجها له رسائل تحذيرية عن عواقب الابتعاد عن أخلاقيات المهنة، مطالبًا بتحري الدقة والمصداقية في المعلومات والأخبار. عرض القضية كان آخر تعليق للرئيس على أداء الإعلام، خلال فعاليات افتتاح توسعات مصنع "موبكو" للبتروكيماويات اليوم في دمياط، عندما قاطع الرئيس عبد الفتاح السيسي، المهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية، خلال استعراض إستراتيجية القطاع في إطار برنامج الحكومة، وما تم إنجازه خلال العامين الماضيين، موجهًا رسالة للإعلام: "إحنا بنقدم نفسنا للعالم إزاي والإعلام بيقدم الوضع في مصر إزاي"، مضيفًا: "المشروعات دي ما ينفعش تتناقش في جورنال.. أو أمام ميكروفون.. دي دولة". أزمة تيران وصنافير ومع تصاعد أزمة جزيرتي تيران وصنافير وتعالي حدة المعارضة على تسليم الجزيرتين للمملكة العربية السعودية، يخرج السيسي خلال لقائه مع ممثلي فئات المجتمع المصري في أبريل الماضي، منتقًدا طريقة الإعلام في عرض الموضوع على الرأي العام. الطالب الإيطالي وسد النهضة وفي نفس الخطاب، انتقد الرئيس أداء الإعلام وتناوله لقضية الطالب الإيطالي، قائلًا: «إن ما نشر في الإعلام المصري في هذه القضية يخوّف»، مضيفًا: «إحنا اللي بنعمل كده في نفسنا، وإحنا اللي صنعنا مشكلة الطالب الإيطالي»، مضيفًا أن ترويج وسائل الإعلام للأكاذيب والادعاءات، هو من صنع الأزمة الحقيقية في مقتل الشاب الإيطالي، مؤكدا على أن حرية التعبير مكفولة للجميع، ولكن دون المساس بالدولة واستقرارها. كما تضمن الخطاب أزمة تناول الإعلام لقضية سد النهضة، أشار الرئيس إلى أن الإعلام أخطأ في التعامل مع القضية، موضحا أن تناول ملف سد النهضة في الداخل كان له أثر سلبي على الدولة المصرية، قائلًا: «اوعوا تكونوا فاكرين إن تعاملكم مع سد النهضة كان في مصلحتنا بالعكس أبدًا، ولكنكم عشان جوه مصر فأنتم مش عارفين إحنا اتأذينا أد إيه بلا حدود في أي موضوع بنتكلم فيه بلا ضوابط». غرق إسكندرية كما حظت الندوة التثقيفية للقوات المسلحة على مسرح الجلاء في نوفمبر 2015، على انتقاد الرئيس للإعلام، عندما عبر الرئيس عن غضبه الشديد من تناول عدد من وسائل الإعلام لأزمة غرق الإسكندرية الأخيرة، خاصة الهجوم الشخصي عليه بأنه ترك الأزمة وجلس مع مسئولي شركة سيمينز الألمانية، قائلًا:، عيب مايصحش كدا، بحس الناس دي ولا عارفة إي حاجة، هو القطاع دا مفيهوش كارثة ولا إيه، المرة الجاية هشتكيكم للشعب»،مضيفًا«لازم نتعامل بوعي، مايصحش كده إحنا بنتجاوز في كل حاجة، انتوا بتعذبوني إني جيت وقفت هنا»، إشارة إلى توليه منصب الرئاسة. وأضاف السيسي خلال كلمته" أن هذا الكلام لا يليق، ويعتبر عدم وعي بالأزمة ونشر جهل بين المواطنين، خاصة وأن الأزمة لها أسباب تراكمية وتم العمل عليها ولم يهتم أحد بها وتفرغوا للهجوم فقط، ووجه حديثه للإعلاميين، قائلًا: "أرجو أن تبثوا الأمل في نفوس المواطنين، وتجنب الإحباط الذي يبث بشكل مستمر، وأتمنى أن يتشكل الوعي والإعلام في بث الأمل وتحقيق الاصطفاف الوطني"، «دي دولة هتضيع مننا، بننشر جهل وعدم وعي بين الناس، هو عشان عندك كلمتين تقولهم توقع البلد«،«بتسمعوا مني كلام بقالكم سنتين، هاتولي أي لفظ غير ملائم قلته، ليه بنعمل في بعض كده». أخبار الشهداء وفي منتصف يونيو 2015، وخلال كلمة الرئيس عقب حفل "إفطار الأسرة المصرية" الذي نظمته رئاسة الجمهورية، قال الرئيس:"ينبغي على وسائل الإعلام أن تتعامل بحرص وهي تنتقل أخبار الشهداء، موضحًا أن وسائل الإعلام لم تكن تنقل كل تفاصيل الشهداء الذين يسقطون في حرب الاستنزاف مع إسرائيل في نهاية الستينات رغم أنه كان يسقط كل يوم شهداء، لكن لم يكن أحد يعرف، اليوم لو سقط شهيد واحد، كل مصر بتحس به، وليه تأثير على كل المصريين، وروحهم المعنوية. وأضاف الرئيس، أن الإعلام في الخارج قاصدًا وبعض الإعلام في الداخل من غير قصد يمكن أن يتم استخدامهم في الحرب ضد مصر، مقرًا بوجود خلل في آلية تدفق المعلومات المقدمة للإعلاميين، مطالبًا بضرورة أن تعمل هذه الآلية جيدًا، كما طالب الانتباه وهو يعالج الأمور على الجبهة مع الإرهابيين، قائلًا: "نحن نريد أن تكون المعالجة في الحيز الطبيعي". الخطاب الديني كما انتقد الرئيس عبد الفتاح السيسي، تناول الإعلام لقضية تجديد الخطاب الديني وذلك خلال كلمته أثناء زيارة لطلاب الكلية الحربية في أبريل 2015، قائلًا "التناول الإعلامي بهذه الطريقة ليس في مصلحة تلك القضية، الخطاب الدينى لن يتم إصلاحه بين يوم وليلة ولا بهذه الطريقة"، مضيفًا "أن مؤسسات الدولة هي المسئولة عن تجديد الخطاب الدينى بشكل مسئول وواعي عن طريق علماء مستنيرين، مشددًا على أنه لا يرغب في توجيه اللوم لأشخاص معينيين حتى لا يساء فهمه. ووجه رسالة للإعلام قائلًا:"متضغطوش على الناس في بيوتها وتخوفوها، لأن مفيش أغلى من الدين"، مضيفًا: " أنا لما تحدثت عن تجديد الخطاب الديني كان المقصود أن يتم التحرك بمسئولية ووعى وأستنارة". أزمة الكهرباء الأولى يذكر أن أول انتقاد الرئيس للإعلام كان في تناوله لأزمة الكهرباء، قائلا: لا يجوز أن يتم التعامل مع أزمة كبيرة يعاني منها الوطن بالكامل بهذا الشكل الساخر لأجد الإعلام يتحدث عن الأزمة بكلمات مثل "منورة يا حكومة"، متعجبا من تلك الطريقة قائلا: «هي المعالجة كده»، مطالبًا من الإعلام أن يكون أكثر هدوءا في تناول تلك الموضوعات، وعليه أن يدرك التراكم التاريخي للأزمات،قائلا: «هي الأمور دى مكنتوش متوقعينها ولا إيه».