على الرغم من انحياز الإعلام له منذ 3 يوليو إلا أنه يضيق صدرًا بأية انتقادات قد توجه للنظام بالرغم من التأييد الذى يحظى به الرئيس عبدالفتاح السيسى من الإعلام، إلا أنه لم يرض عنه ودائمًا ما يوجه له الانتقاد، فلم تخل معظم خطاباته من انتقاد الإعلام، إذ عبر عن غضبه منه فى كثير من المناسبات، ولاسيما بعد معارضة بعض قرارات الحكومة وأدائها، وانتقاد سياسات بعض الوزراء. كان آخر انتقادات للسيسى للإعلام، خلال خطابه الأحد قبل الماضي، حيث وجه رسالة للإعلام المصرى قال فيها: "إحنا بنقدم نفسنا للعالم إزاى والإعلام بيقدم الوضع فى مصر إزاي"، فى إشارة منه إلى عدم رضاه عن أداء بعض وسائل الإعلام. وأضاف، خلال افتتاحه توسعات مصنع موبكو بمجمع البتروالكيماويات: "ماينفعش نناقش المشروعات القومية فى جورنال، أو أمام ميكرفون، ده مصير دولة". لم يكن هذا الانتقاد الأول الموجهة من السيسى للإعلام؛ فقد سبقه العديد من الانتقادات، ففى إبريل الماضي، علق على تناول الإعلام لأزمة جزيرتى تيران وصنافير، قائلًا: "أنا خدت الضربة فى صدري"، مضيفًا "محدش من الإعلام يتكلم تانى على الجزيرتين". وفى الخطاب نفسه، انتقد "السيسي" أداء الإعلام وتناوله لقضية الطالب الإيطالى جوليو ريجيني، قائلًا: "إن ما نشر فى الإعلام المصرى فى هذه القضية يخوّف"، مضيفًا "إحنا اللى بنعمل كده فى نفسنا، وإحنا اللى صنعنا مشكلة الطالب الإيطالي.. ترويج وسائل الإعلام للأكاذيب والادعاءات، هو من صنع الأزمة الحقيقية فى مقتل الشاب الإيطالي". كما حمل السيسى جزءًا من أزمة سد النهضة الإثيوبى للإعلام، معلقًا: "أوعوا تكونوا فاكرين إن تعاملكم مع سد النهضة كان فى مصلحتنا بالعكس أبدًا، ولكنكم عشان جوة مصر فأنتم مش عارفين إحنا أتأذينا أد إيه". وعلَق السيسى على الأزمة التى وقعت فى محافظة الإسكندرية بعد هطول الأمطار بكميات كبيرة وغرق الشوارع وبعض المناطق بها، وتعليق الإعلام عليها: "السنوات الخمس الماضية كان لها تأثير كبير على قدرة الدولة وأجهزتها وبنيتها الأساسية، وكل مسئول يعرف هذه المشكلات جيدًا، وإحنا فى ظروف صعبة لها سنوات، ماحدش قال فى موضوع إسكندرية إن فيه 60 ألف منزل بُنيت خارج التخطيط بدون صرف صحى أو كهرباء أو مياه.. إلخ، وهذا أحد أعراض السنوات الماضية". وأضاف السيسي، موجهًا حديثه للإعلاميين: "هو أنت عشان قدام منك كلام عاوز تقوله تعمل كده فى بلدك ولا إيه؟ إحنا لازم نتعامل مع الموضوعات بالفهم اللازم.. وأحد الإعلاميين بيقول: الرئيس قاعد مع بتوع سيمنز وسايب إسكندرية تغرق ما يصحش كده.. هذا أمر لا يليق.. أنتوا بتعذبونى إنى جيت هنا ولا إيه؟". وتابع: "فيه بعض الناس فى الإعلام مش عارفة ولا فاهمة حاجة، حاطه ميكروفون قدامها وبتتكلم منه، إحنا مش بندوس على الزرار ونخلص، ونقول كل حاجة فيها كارثة، طيب يعنى الإعلام ما فيهوش كوارث ولا إيه؟". وهاجم السيسى الإعلام والصحافة المصرية فى تناولها لأزمة الكهرباء والطريقة التى أبرزوها بها، مشيرًا إلى أحد المانشيتات التى تم إصدارها بعنوان "الحكومة منورة"، متعجبًا من تلك الطريقة قائلًا: "هى الأمور بتتعالج كده". وطلب السيسى من الإعلام أن يكون أكثر هدوءًا فى تناول تلك الموضوعات وعليه أن يدرك التراكم التاريخى للأزمات معلقًا: "هى الأمور دى ماكنتوش متوقعينها ولا إيه". من جانبه، قال الدكتور حسن عماد مكاوي، عميد كلية الإعلام جامعة القاهرة سابقًا، إن من حق أى أحد أن ينتقد الإعلام وهو أمر طبيعي. وأضاف مكاوي ل"المصريون"، أن هذه الانتقادات مجرد تعبير عن رأى الرئيس فى الإعلام، مضيفا أن الهدف منها رغبة فى التزام الإعلام فى تناوله للقضايا المختلفة. وأوضح أن بعض الإعلام فى مصر ليس فى أفضل حالاته ويتجاوز المعايير والمهنية فى تناوله لكثير من الملفات. فيما قال الإعلامى حمدى قنديل، خلال لقاء على قناة "النهار": إن "السيسي" وجه كلمة غريبة لوسائل الإعلام، عندما دعا إلى "اصطفاف الإعلام، وهذه الكلمة قد تكون جيدة من الناحية العسكرية، ولكنها غير موفقة عندما نتحدث عن وسائل الإعلام". كما استنكر الكاتب الصحفى إبراهيم عيسى انتقادات السيسى وهجومه، قائلاً: "من الواضح أن المطلوب من الإعلام، تطبيل وتصفيق ومبايعة". وتابع: "لما الرئيس يقول لإعلامى خليك فى نفسك، لأ طبعًا ما ينفعش يخليه فى نفسه ده واجب الإعلامى إنه يناقش قرارات الرئيس"، مضيفا أن "السيسى يعلم جيدًا عصر إعلام الرئيس الملهم إلى أين قاد مصر فى الفترات الماضية".