حين يجتمع الفقر مع المرض لدى إنسان، يحولان حياته البسيطة إلى مأساة حقيقية، لا يتحملها أحد، ويصبح الموت قطارا، ينتظره كل اليوم، ليأخذه إلى عالم أرحم وأعدل من الحياة الدنيا. مأساة تعيشها سيدة من أبناء قرية رأس الخليج، التابعة لمركز شربين بمحافظة الدقهلية، بسبب إصابتها بفشل في الكبد، ولا أمل لها حاليا إلا إجراء جراحة، سعرها 200 ألف جنيه، قبل أن تتدهور حالتها أكثر، لاسيما وأنها باتت تهيئ نفسها لمصيرها المحتوم، بعدما عجزت عن الحصول على المبلغ. منال عبد السلام شعبان سيدة تبلغ من العمر 48 عاما، تكافح منذ صغرها من أجل تربية أبنائها الثلاثة، حتى أصيبت بالمرض فقامت ببيع أساس بيتها من أجل جلب العلاج. وتروي السيدة قصتها مع المرض ل «لفيتو» قائلة: كنت أعمل دادة في حضانة أطفال منذ سنوات، ولكن فجأة بدأ ظهور أعراض ورم في رجلى، ولم أهتم، وفى أحد الأيام، وأثناء ذهابى إلى العمل، لم أتمكن من الوقوف، وسقطت على الأرض. وأضافت:" لم أتوجه إلى الطبيب، لأني لم يكن معى مال، فكل ما أملكه يكاد يكفي أولادي الثلاثة، موضحة أن زوجها، رجلا بسيطا ويعمل باليومية، ولكن بعد تدهور حالتها، قررت أن تقوم بالكشف اللازم. وتابعت: أجريت الكشف عند الكثير من الأطباء، ولكن الأهالي أكدوا لي ضرورة القيام بعمل تحاليل وإشاعات، ومتابعة حالتي عند طبيب متخصص في الكبد، مردفة: تبرعوا لى بثمن الكشف والإشاعات، وبعدها توجهت إلى أحد الأطباء المتخصصين. وبدموع تنهمر من عينها تكمل حديثها قائلة:" فوجئت بالطبيب يخبرني، أننى أعانى من فشل في الكبد، ولا بد من إجراء جراحة زرع كبد، قبل أن ينقلب المرض، إلى أورام سرطانية، مضيفة: وجدت متبرع لى، ولكن تقف العملية على مبلغ 200 ألف جنيه، ثمن إجرائه. وأضافت: «نفسى أعيش عشان أبقى جمب ولادى، وأنا راضية بنصيبى وقدر الله، ولكن أولادى ملهمش حد غيرى، ونفسى أبقى جمبهم وأساعدهم، مردفة: لو أمتلك أي شيء كنت بعته، ولكن ليس لدى إلا عفش بيتى، وبعته بالكامل من أجل العلاج.