«الستات ميعرفوش يكدبوا» مقولة ترجمتها عدة أعمال سينمائية مما جعل البعض يتعامل منها كونها حقيقة علمية غير أنه على الجانب الآخر. أكد علماء النفس والاجتماع أن هذه المقولة لها أساس علمى وأرجعوا انتشار تلك المقولة الظاهرة لما تعانيه السيدات من ضعف فى المجتمع مما جعلهم عنصراً ضعيفاً يضطر للكذب. الدكتور على خضر -أستاذ علم النفس بجامعة حلوان- أرجع الكذب للتربية الأسرية فى البيت محملاً البيت سبب انتشار مقولة «إننى لا أكذب ولكنى أتجمل»، فنحن نعلم أطفالنا الكذب فى أبسط الأمور، حتى يصبح وسيلتهم للهروب من العقاب. موضحاً أن الكذب ليس عملية خاصة بالنساء فقط، ولكن لأنهم العنصر الأضغف فى المجتمع ولأنهن يلاقين فى بعض الأحيان عقاباً مسرفاً من الوالدين يصل لدرجة القسوة فأنهن يضطررن لذلك. وفى أحيان أخرى يكذيبون بما يسمى «الكذبة البيضاء» وهو الأمر الذى أكد «خضر» أنه لا أساس له من الصحة مبيناً أنه فى أوروبا أى خطأ ترتكبه الفتاة تفصح عنه فوراً وينتهى الموقف بكلمة «esimorpI». فالوعد لديهم موثوق به التزاما بالصدق وعدم تكرار هذا الخطأ. كما يرى خضر أن الكذب ينبع من كون الفتاة دائما متهمة بالخطأ وموضع رقابة أكثر من الوالدين، كما أنه نوع من الضعف.. ولكن كل هذا لا يبرر الكذب أياً كان فالكذب يتنافى مع الأخلاق ولا يجب ألا يكون هناك تواجد له بأى صورة. وأكدت الدكتورة هبة العيسوى -أستاذ الطب النفسي- أن اقتصار الكذب على السيدات لا أساس علمى له موضحة أنها لم تقرأ تلك المقولة فى أى من المراجع العلمية أو الابحاث التى اطلعت عليها، وأوضحت أنها إحدى «بدع» المجتمع المصري. مضيفة: نحن فى مجتمع ذكورى وكل ما يحدث من أخطاء شائعة يتم لصقها وربطها بالمرأة، فنحن نضع أنماطاً معينة للجنسين وبناء عليه نجد فيه ظلما للنساء بوصفهن دائماً أميل للبكاء، والكذب، ولكن فى الحقيقة يمكن القول بأن من يكذب سواء كان رجلاً أو امرأة فهو «بنى آدم» يخطئ ويصيب وإذا كان هناك ما يسمى ب«داء الكذب» فهو موجود لدى الرجال والنساء لذا فمن غير الصحيح التفرفة بين الجنسين .. هذا ما ورد فى تعليق أستاذ علم الاجتماع بالجامعة الأمريكية الدكتورة مديحة الصفتي.. وقد أكدت الصفتى أن للدراما المصرية دوراً كبيراً فى إشاعة هذه المقولة، ولكن علينا آلا نأخذ كل ما تحويه وسائل الإعلام محمل الصدق فالدراما ليس معناها الحقيقة.. وإنما هى محاولة لجذب المشاهدين وفى النهاية هى إساءة للمرأة لا أساس لها من الصحة. مشددة على أنه لصق صفة الكذب للمرأة يرجع إلى «التنميط» الذى انتشر فى مجتمعنا المصري. ومن جانبها أوضحت الدكتورة زنيب حسن - أستاذ أصول التربية بجامعة بورسعيد- أننا كمجتمع مصرى ابتدعنا فى الكذب حتى أصبح ظاهرة منتشرة بدرجة مزعجة.. نافية أن يكون ذلك قاصراً على السيدات. وأشارت إلى أن كل القوانين فى الخارج تتعامل مع الكذب كجريمة مثلما تنص الأديان السماوية فعندما يكذب مسئول يدفع مقابل ذلك منصبه، وأحيانا يضطر للمحاكمة, أما فى مصر فلا يوجد أدنى اهتمام بذلك.