فى قنا وحدها يمكن أن يتعرض أى مواطن للظلم ولا يبلغ الشرطة.. قد يقتل أحد الأبناء أو ترمل إحدي الزوجات وما أن يقف المجنى عليه أمام الجهات الأمنية حتي يقول نفس الكلام الذي أصبح وكأنه مقدس فى قنا.. لا أعرف من الفاعل.. الله أعلم.. لا أتهم أحدا.. وكيف يقول للأمن حقيقة ما حدث.. لو تحدث المجني عليه للأمن وأخبر الجهات المسئولة بحقيقة الأمر سيضع رأس الجميع في «الطين» ولو سألت المجني عليه لماذا لم تخبر الجهات المسئولة بالحقيقة.. لماذا لم تساعد العدالة؟ سيبادرك بنظرة إحتقار بل وربما اتهمك بالجنون.. هل تريد أن يلحق بي العار.. كيف أرفع رأسى بين الناس.. حقى لا يأخذه غيرى.. حقى بدراعى!. ولعل أشهر حوادث حقى بدراعى التى حدثت قبيل الثورة بأشهر قليلة وقت أن كانت الشرطة فى قنا فى أوج قوتها حادث اقتحام أحد سرادقات العزاء بقرية الحجيرات من قبل مسلحين ومقتل سبعة أشخاص دفعة واحدة علي الطريقة الشهيرة لفيلم «الجزيرة». وتعود أحداث الواقعة لخلاف وقع بين عائلة «عبدالمنصف» وعائلة «العمارنة» تحول إلي ثأر بين العائلتين.. وعلى الرغم من جلسات الصلح الكثيرة بين العائلتين إلا أن عائلة عبدالمنصف قررت توجيه ضربة موجعة لعائلة العمارنة على طريقتها الخاصة.. بينما كانت عائلة العمارنة تقيم سرادق عزاء لأحد أبنائها كان هناك آخرون يتربصون فى غفلة من المتواجدين فى العزاء ومع تمام الساعة التاسعة مساء فوجئ المتواجدون بالعزاء بملثمين يقتحمون سرادق العزاء مدججين بكامل سلاحهم أمطروهم بوابل كثيف من الرصاص أصابوا فى دفعتهم الأولي 7 أشخاص فأردوهم قتلى ثم اتبعوهم بدفعة أخرى من النيران أصابت عشرة آخرين باصابات غاية فى الخطورة.. ليستمر القتال بين العائلتين لثلاث ساعات كاملة.. قطعت فيها الكهرباء عن المنطقة.. بينما ظلت قوات الشرطة على مدار الساعات الثلاث تحاول دخول المنطقة ولا تستطيع اقتحام المكان.. ولأن أفراد العائلتين قرروا أن يأخذوا حقهم بدراعهم فإن الشرطة كانت هي الطرف الأضعف بينهم!. بعد الثورة حدث ولا حرج.. السلاح في كل مكان وبكل أنواعه بل ووصل الأمر لأخذ الحق ليس بالذراع فقط ولكن بالقنابل اليدوية «الجيرينوف» والاقتتال بين العائلات لا ينتهي لاتفه الأسباب. وما أن تشتعل الحرب بين عائلتين حتى يهب افرادها ليلبوا «نداء الواجب».. وهو ما حدث الاحد الماضي بقنا.. جريمة ثأر أخرى كان ضحيتها خمسة قتلى بأوامر «ميت»!! وتعود أحداث الواقعة عندما قتل أحد أبناء عائلة جلال من قرية الحجيرات أثناء عودته للمنزل ليلا.. فقام أهالى القتيل بقراءة الفاتحة علي نعش القتيل عدة مرات طالبين منه أن يخبرهم عن قاتله بأن يتوقف أمام دار القاتل.. وبالفعل طاف أهالى القتيل القرية بكاملها وهم يحملون النعش حتى توقف أمام منازل عائلة الرشايدة والذين أنكروا جريمة القتل.. فقام أحد أبناء عائلة جلال بإقناعهم بإجراء اختبار «البشعة» في الاسماعيلية (ويكون هذا الاختبار بوضع حد السكين المشتعل علي لسان المشكوك فيه) وبالفعل قرر خمسة من عائلة الرشايدة الذهاب مع سعيد عمر ابن عائلة جلال للاسماعيلية وفى الطريق تظاهر سعيد بأنه يشعر بالغثيان ويريد أن يتقيأ وما أن وصلوا إلي الكيلو 72 من طريق قنا- سفاجا حتي طلب منهم أن ينزل من السيارة ليتقيأ وما أن ابتعد عن السيارة حتى فوجئ أبناء الرشايدة بسيارة أخرى تقترب منهم وتمطرهم بوابل من الرصاص ليموت أبناء الرشايدة الخمسة فى الحال. الحمبولي: حق الشعب.. بدراعى يعتبر ياسر الحمبولي الذي تم إلقاء القبض عليه مؤخراً من أغرب الشخصيات التى عرفها صعيد مصر فهو المجرم الشهير الذى روع وقتل الكثيرين ولكنه كان دائما يردد أنه ليس مجرما ولكنه عهد على نفسه أن يأخذ حق الشعب بدراعه.. لذلك كان ينظر الكثيرين من أهالى قريته «قرية الزينية بالأقصر» إليه بأنه يسرق من الحكومة ليعطهم.. يقطع طريق الشرطة ليحمى الناس منهم كما يراه الكثيرون.. وقصص الحمبولى فى الأقصر أغرب من الخيال.. يعتبره أهالى قريته بطلا شعبيا وكيف لا وقد جعل قريته تعيش في نعيم وحل كل مشاكلها!! ياسر الحمبولي كان يسطو على سيارات أنابيب البوتاجاز ثم يقوم بتوزيعها على أهالى القرية.. وكان يسرق السكر ويعطيه للبسطاء بجنيه واحد للكيلو بل وأعطي بعض الفقراء أجهزة كهربائية بعد أن سرقها من المؤسسات الحكومية.. وعلى الرغم من سجل جرائم «الحمبولي» العامر بعشرات القضايا طوال سنة واحدة فقط بعدما هرب من سجن قنا فى قضايا قتل وسرقة وخطف وتم الحكم عليه بالمؤبد في حادث مقتل مفتش مباحث القصير أثناء محاولته سرقة إحدي محطات البنزين بالقصير وقيامه بسرقة مخازن شركة المقاولين العرب وشركة المقاولات المصرية علاوة علي 05 قضية قتل وسرقة بالإكراه وفرض إتاوات وقطع طرق وقتل رجال شرطة ومدنيين واحتجاز أتوبيسات سياحية وخطف بالون سياحى وغيرها الكثير.. إلا أن أهالي قرتيه يرفضون أن يطلق عليه لفظ «لص» مؤكدين أن الحمبولي كان يحقق العدالة الاجتماعية التي لم تحققها الحكومة وأنه كان يسرق الاغنياء لكى يعطي الفقراء.. مؤكدين أن الحمبولى كان رجلا وكان ظهر الفقراء الذين لا ظهر لهم بل وكان حاميا لهم من البلطجية الذين اذدادوا بكثرة خلال الفترة الماضية ولم يكن أحد منهم يجرؤ علي الاقتراب من قرية الحمبولي.. أهالي الزينية يترحمون على أيام الحمبولي الذى كان يوزع السكر والزيت والدقيق على أهالى القرية وهو ما لم تفعله الحكومة أبداً!!.