أصدرت مجلة «الجيل» عام 1958 عددا كاملا عن "الجمال" وفى أحد أبواب العدد استعرضت المجلة آراء ستة من الأدباء الكبار حول مفهوم الجمال ومن هي المرأة الجميلة في نظرهم. عرف الأديب عباس محمود العقاد الجمال بأنه الحرية وقال إن كل جميل ينفر النفس من القيود، والجمال له قيود هي قيود الفن" وضرب العقاد مثلا بحبيبته "سارة" وقال إنها نموذج من الجمال ليس له مثيل، فهي جميلة لونها كلون الشهد المصفى وعيناها نجلاوان تخفيان الأسرار ولا تخفيان النزغات، وفمها كفم الرضيع، ولها ذقن كطرف الكمثرى الصغيرة. وقال توفيق الحكيم: "الجمال إحساس داخلي مبعث السرور والارتياح والإعجاب معا، لكن تحديد قواعد ومواصفات الجمال عمل شاق لأنه لايخضع لقوانين بل هو من صنع قوة كبيرة وعظيمة هو الله لأننا لو عرفنا الجمال بأنه تناسق مجموعة من الصفات في الشيء الجميل فإننا نجد هذا التناسق في أشياء كثيرة ليس بها جمال". وأكد الدكتور يوسف إدريس أن الجمال هو الشيء الذي يحبب الإنسان في وجوده على الأرض، فهو خاصية توجد في الشيء نفسه وتجذبنا إليه، وكل ما ننجذب إليه نسميه جميلا، والكائن الحي هو أجمل ما في الوجود والمرأة هي المثل الأعلى للجمال. وقال الأديب يوسف السباعي: «الجمال إحساس في النفس نعكسه على الأشياء المحيطة بنا ومن هنا يختلف حكمنا على الجمال من وقت إلى آخر ومن شخص إلى آخر، ويتلخص الجمال عندي في جمال الخالق في عفوه، وجمال المخلوق في وفائه وجمال الطبيعة في كرمها ورقتها». ويشبه إحسان عبد القدوس الجمال، بالسعادة في أنهما شيئان معنويان لايمكن تحديده، وأن الإحساس بالجمال ينبعث من النفس نتيجة تأثير خارجي، ويقول: «لا أهتم بالجمال المادي لكن المهم هو ماوراء الجمال وأعشق جمال الروح». ويرى نجيب محفوظ الجمال في الأشياء وفي إحساسنا بها، والشيء الجميل ضروري لبعث الإحساس فهي التي تتأثر به، فالذات ضرورية لإدراك الجمال أما النفس فهي التي تتأثر بهذا الجمال.