سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
حرب «رمي الجمرات» تشتعل بين السعودية وإيران.. طهران تمنع مواطنيها من الحج بفتوى شرعية.. والرياض تتهم وفد الملالي بالرفض على توقيع اتفاق الترتيبات.. واستغلال سياسي للأزمة لتنفيذ هدف «تدويل مكة»
نفذت إيران تلويحها السابق بمنع مواطنيها من زيارة بيت الله الحرام، لأداء فريضة الحج بهدف معاقبة السعودية اقتصاديا، ونجحت طهران في اختلاق أزمة ألبستها عباءة الدين للانتقام من المملكة على موقفها الداعم للثورة السورية والخطوات التي اتخذتها ضد ميلشيا "حزب الله" في لبنان لتحجيم نفوذها بعد أن تحولت إلى دولة داخل الدولة. الصراع السياسي المرير بين البلدين، جرتها دولة الملالى إلى الدين لستر عورة مكايدتها السياسية للمملكة وسعيها الدءوب إلى هز استقراها ونشر الفوضى الداخلية بالبلاد. وكشفت طهران عن نيته لاستغلال موسم الحج في التعصيد منذ حادث الرافعة التي وقعت في الموسم الماضى واتهمت إيران السعودية حينها بالتقصير ودعت إلى تدويل مكة. بداية الأزمة وأعلنت طهران، اليوم الخميس، منع مواطنيها من أداء فريضة الحج لهذا العام، وفقا لتصريحات المتحدث باسم اللجنة القضائية والقانونية في البرلمان الإيراني النائب محمد على أسفنائي. وأعلن أسفنائي رسميًا قرار حكومة بلاده بمنع الإيرانيين من أداء الحج خلال العام المقبل، بعد انقطاع العلاقات مع السعودية، حيث إن القرار له دلائل كثيرة على حجم الصراعات داخل البلد. وسعت إيران منذ زمن إلى استغلال الشعائر الدينية، بخلطها في صراعاتها السياسية، حيث عمدت إلى استخدام الحج لافتعال الصدام؛ ففي عام 1986 تمكنت قوات الأمن السعودي من إحباط محاولات لبعض الحجاج الإيرانيين إدخال ما يقرب من 51 كجم من مادة "سي فور" المتفجرة بمطار جدة. الحج غير واجب وتماهيا مع الموقف زعم وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي على جنتي، أن الظروف غير مهيأة لأداء مناسك الحج هذا العام، فيما اعتبر المرجع الديني الشيعي حسين نوري همداني أن أداء الحج غير واجب عند الشعور بالخطر. وقال جنتي: "فقدنا الوقت، سعينا وبكل جهدنا لكن وضع السعوديين العراقيل أمام الحجاج الإيرانيين"، وأضاف: "سعينا ومنذ 4 أشهر إلى تسوية قضايا الحج مع السعوديين، لكنهم وضعوا قيودا وعراقيل أمامنا حتى أن تأشيرة دخول الوفد الإيراني تأخرت شهرين". وتابع بأن رئيس منظمة الحج الإيراني "تعرض لمشكلات عديدة عندما توجه إلى السعودية منها الاحتقار والتهديد وبصمات الأصابع وتفتيش حقائبه رغم حيازته على جواز سفر سياسي"، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إرنا". وأكد جنتي أن رئيس منظمة الحج الإيراني عقد 4 جلسات مع وزير الحج السعودي، وقال: "كان سلوكهم غير لائق، ولم يوافقوا على مقترحاتنا بشأن التأشيرة والنقل الجوي وتوفير أمن الحجاج"، وأضاف أن "المسئولين السعوديين لم يعدوا بمنح التأشيرة للحجاج الإيرانيين ورأوا أن على الحجاج الإيرانيين التوجه إلى بلد ثالث للحصول على التأشيرة ما يشير إلى عدم توفر الظروف لأداء مناسك الحج". فتوى شرعية من جانبه، قال المرجع الديني الشيعي حسين نوري همداني، في لقاء مع جنتي وعلماء دين، في مدينة قم، إن "هدفنا هو المحافظة على عزة وكرامة الإسلام، وفي ظروف استطاعة المسلم لأداء مناسك الحج، فإنه إذا شعر الشخص المستطيع بالخطر على عزته وأمنه فإن الحج يصبح غير واجب عليه". وأضاف: "ينبغي حماية عزة الإسلام وأمن المسلمين، وإذا لن يتحقق ذلك، سوف لن نرسل الحجاج لأداء مناسك الحج"، وتابع: "الثورة الإسلامية تؤكد على حماية أمن وعزة المسلمين، وإيران اليوم هي القوة في المنطقة وتتحدث عن ذروة عزة المسلمين، ولا يمكننا التعامل بسهولة مع نظام لديه ارتباط مع أمريكا والاستكبار والصهاينة ولن نقبل بمقترحاتهم". رد المملكة أعلنت المملكة العربية السعودية، الخميس، أن الوفد الإيراني رفض التوقيع على محضر الاتفاق لإنهاء ترتيبات الحج هذا العام، مؤكدة أن "من قرر منع مواطنيه من هذا الحق فهذا القرار يعود إليه وسيكون مسئولًا أمام الله وأمام العالم"، وذلك بعد ادعاء إيران أن المملكة "وضعت العراقيل" أمام حج الإيرانيين وأن الظروف "غير مهيأة" لأدائه هذا العام. وقالت وزارة الحج والعمرة السعودية، في بيان مطول، إنه "انطلاقًا من واجباتها ومسؤوليتها تجاه خدمة ضيوف بيت الله الحرام، تود أن تؤكد للجميع أن المملكة العربية السعودية قيادة وحكومة وشعبًا ترحب وتتشرف بخدمة ضيوف الحرمين الشريفين من الحجاج والمعتمرين والزوار من جميع الجنسيات، وهذه الخدمة تعدها المملكة أهم واجباتها الإسلامية"، وفق ما نقلته وكالة الأنباء السعودية الرسمية. وأضافت الوزارة: "في كل عام.. توجه وزارة الحج والعمرة الدعوة إلى جميع المسؤولين عن شئون الحج في الدول العربية والدول الإسلامية والدول ذات الأقليات الإسلامية للقدوم إلى المملكة لبحث ومناقشة ترتيبات ومتطلبات شئون حجاجهم، حيث يصل عدد هذه الدول إلى أكثر من 78 دولة، ومن بين هذه الدول الجمهورية الإسلامية الإيرانية". وأفاد البيان بأن الوزارة تود أن توضح ما تم في هذا العام مع المسؤولين عن شئون الحج في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وذلك وفقًا للآتي: أولا: تم دعوة رئيس منظمة الحج والزيارة الإيرانية سعيد أوحدي للقدوم إلى المملكة لبحث ومناقشة ترتيبات شئون ومتطلبات حجاجهم القادمين لأداء مناسك الحج لهذا العام. ثانيا: قامت الوزارة بمتابعة آلية قدوم الوفد الإيراني مع الجهات المختصة إلى أن تم حصول الوفد الإيراني على تأشيرة القدوم إلى المملكة عن طريق ممثلية المملكة في دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة". ثالثا: التقت الوزارة بوفد شئون الحج في الجمهورية الإسلامية الإيرانية الذي قدم برئاسة رئيس منظمة الحج والزيارات الإيرانية سعيد أوحدي وتم خلال اللقاء بحث كافة الأمور المتعلقة بالزيارة وشئون الحج الإيراني. رابعا: رفض وفد شئون الحج الإيراني التوقيع على محضر الاتفاق لإنهاء ترتيبات حج هذا العام، معللًا ذلك برغبته في عرضه على مرجعيتهم في إيران، ومبديًا إصرارًا شديدا على تلبية مطالبهم المتمثلة في التالي: أن تمنح التأشيرات لحجاجهم من داخل إيران. إعادة صياغة الفقرة الخاصة بالطيران المدني فيما يتعلق بمناصفة نقل الحجاج بين الناقل الجوي الإيراني والناقل الجوي السعودي مما يعد مخالفة للمعمول به دوليًا. تضمين فقرات في المحضر تسمح لهم بإقامة دعاء كميل ومراسم البراءة ونشرة زائر، وهذه التجمعات تعيق حركة بقية الحجيج من دول العالم الإسلامي. وأوضح بيان وزارة الحج السعودية أن "الوفد الإيراني غادر المملكة دون التوقيع على محضر الاتفاق لترتيبات حجاجهم لهذا العام، مع العلم بأن وزارة الحج والعمرة رحبت وأوضحت للوفد الإيراني بأنه فيما يتعلق بمنح التأشيرات للحجاج الإيرانيين، فإنه بالإمكان الحصول على تأشيرات الحج إلكترونيًا من خلال إدخال بيانات حجاجهم باستخدام النظام الإلكتروني الموحد لحجاج الخارج". توقف المعتمرين وحول توقف سفر المعتمرين الإيرانيين إلى السعودية، قال وزارة الحج والعمرة السعودية إن "السلطات في المملكة لم تمنع مطلقًا المعتمرين الإيرانيين من القدوم، وأن المنع حدث من قبل الحكومة الإيرانية، إذ يتخذوا ذلك وسيلة من وسائل الضغط المتعددة على حكومة المملكة العربية السعودية". واختتم الوزارة بيانها بالتأكيد مجددا على أن "المملكة قيادة وحكومة وشعبًا ترحب بكافة الحجاج والمعتمرين والزوار من مختلف بقاع العالم ومن مختلف جنسياتهم وانتماءاتهم المذهبية، فهي لا تمنع أي مسلم من القدوم إلى الأراضي المقدسة وممارسة شعائره الدينية طالما كان ذلك في إطار الالتزام بالأنظمة والتعليمات المنظمة لشئون الحج". وأضافت أن "المملكة العربية السعودية سخرت كافة الإمكانات المادية والبشرية لخدمة ضيوف الرحمن من الحجاج والمعتمرين والزوار لضمان أمنهم وسلامتهم وراحتهم خلال أدائهم مناسك الحج والعمرة، وأن من قرر منع مواطنيه من هذا الحق فهذا القرار يعود إليه وسيكون مسؤولًا أمام الله وأمام العالم أجمع".