يختلف مفهوم السعادة من إنسان لآخر، فالبعض يراها مالًا، والبعض يراها وظيفةً مرموقة، والبعض يراها في الصحة، وهناك من يراها في الآمان والاستقرار، وآخرون يرونها في السعي لكسب رِضا الله. ويرجع هذا الاختلاف في مفهوم السعادة بين الأشخاص إلى أن بعضهم فقَد شيئًا يرى سعادته فيما فقده، والبعض يرى أن تحقيق السعادة في الوصول إلى شيء ليس بيده. فالسعادة الحقيقة هي الشعور بالرضا والاطمئنان، والقلب لا يشعر بهم إلا بطريقة واحدة، وهى إشباع الفطرة التي فطره الله عليها. فإشباع فطرة الإنسان بالإيمان بخالقه سبحانه وتعالى، واتخاذ الدنيا وسيلة لا غاية، والقناعة بما كتب الله سبحانه وتعالى للإنسان فيها يجعله راضيًا مسلمًا لخالقه، لذا نجد المؤمن يشعر بلذة الإيمان والسعادة الحقيقية في حياته، وقال أحد السلف الصالح رحمهم الله: "إننا نجد سعادة لو يعلم عنها الملوك أو أبناء الملوك لجالدونا عليها بالسيوف".