يمر القطاع السياحى في مصر بفترة "حالكة السواد"، الوضع أصبح غامضا فى ظل تدنى نسبة الإشغال فى الفنادق والقرى السياحية، ووصلت فى بعضها إلى الصفر، مما جعل البعض يصفون السياحة بأنها "فى حالة موت إكلينيكى". قال إلهامى الزيات رئيس الاتحاد المصرى للغرف السياحية إن نسبة الإشغال الفندقى فى مدينة الأقصر التى تضم أفضل المعالم السياحية فى العالم وصلت إلى 5% وفى شرم الشيخ لا تتعدى 40% وفى الغردقة 23% وهى نسب أقرب إلى الصفر مقارنة بنفس الفترة من عام 2010 الذى يعتبر عام الذروة فى تاريخ السياحة المصرية. وأضاف الزيات أن دولا أوروبية عديدة قررت تخفيض رحلاتها الجوية القادمة لمصر بالإضافة إلى تخفيض عدد الكراسى، مشيرا إلى أن ما يقرب من 900 ألف سائح من ذوى الإنفاق المرتفع أحجموا عن الحضور لمصر، موضحا أن عدد الفنادق العائمة بما فيها المراكب السياحية تصل إلى 238 فندقا يعمل منها حاليا 38 فقط وباقى الفنادق توقفت. واعترف وجدى الكردانى عضو الاتحاد المصرى للغرف السياحية بأن نسبة الإشغال الفندقى بعد الاستفتاء على الدستور وصلت فى شرم الشيخ إلى 40%، مشيرا إلى أن الخسائر التى يتعرض لها القطاع السياحى تصل إلى 300 مليون دولار أسبوعيا وأن السياحة خرجت من الموسم السياحى الشتوى تحصد خسائر لا حصر لها بجانب الديون المتراكمة، بالإضافة إلى أن الموسم السياحى الصيفى مهدد بتحقيق خسائر أكبر. وقال أشرف صحصاح رئيس غرفة شركات السياحة السابق بكفر الشيخ إن عودة الاستقرار الأمنى أهم العوامل الأساسية لعودة الحركة السياحية والاستثمارات المختلفة التى هربت من البلاد، مشيرا إلى أن نسبة الإشغال الفندقى فى عدد من المدن السياحية وصلت إلى حدود متدنية للغاية، لافتا إلى أن عددا كبيرا من الفنادق بجنوب سيناء أغلقت أبوابها بعد تراجع نسب الإشغال فيها لعدم قدرتها على التزاماتها المالية. من جانبه قال عادل شعبان عضو مجلس إدارة الاتحاد المصرى للغرف السياحية إن الأزمة التى تشهدها حالة السياحة فى مصر ليس لها ميعاد للانتهاء فكل الأزمات السابقة كانت محدودة أما الأزمة الحالية ليست ضبابية ولكنها سوداء فهناك موسمان سياحيان لم تحظ منهما مصر بشىء.