«شفيق» لم يتعرض لضغوط لتغيير موقفه من الجزيرتين.. وحزب الحركة الوطنية «مليان طابور خامس» عقب مساهمته بشكل كبير في بناء حزب الحركة الوطنية المصرية وقاد الحزب على مدى أكثر من عامين وجعله علامة مميزة في الحياة السياسية المصرية وكان بمثابة رئيس الحزب في ظل وجود رئيسه الفعلى الفريق أحمد شفيق خارج البلاد، قرر الاستقالة من الحزب قبل الانتخابات البرلمانية الأخيرة في مفاجأة للجميع ورفض الترشح للانتخابات واعتزل العمل الحزبى بشكل نهائي. وفى أعقاب هذا بدأ في تشكيل تيار جديد يضم عددًا من الوزراء والمحافظين السابقين ليكونوا بمثابة «التنويريين الجدد» ويضعوا عددًا من مشاريع القوانين ويقدمونها للحكومة والبرلمان للأخذ بها... إنه المستشار يحيى قدري، الخبير القانونى ومحامى الفريق أحمد شفيق... وإلى نص الحوار: بداية لماذا قررت الاستقالة من حزب الحركة الوطنية المصرية والابتعاد عن الحياة الحزبية ؟ الأجواء العامة التي تشهدها الحياة الحزبية دفعتنى إلى الابتعاد عن الحياة الحزبية نظرا لما تشهده من مطبات والتي توضع في طريق الأحزاب وتمنعها من القيام بدورها وتعرقل مسيرتها. ومن يضع تلك المطبات من وجهة نظرك ؟ بعض مؤسسات الدولة هي التي تضع تلك المطبات رغبة منها في عدم تطور الأحزاب وتوسعها ووصولها إلى المعارضة ومن ثم إلى الحكم والمؤسسات التي تحيط بصانع القرار هي التي تفعل هذا وذلك رغبة منها في الهيمنة على الحياة الحزبية. وهل هذا يؤكد أنه لم يحدث أي تغيير في الساحة السياسية رغم اندلاع الثورة ؟ بكل تأكيد وعلينا أن نعلم جميعًا أن تدخل بعض مؤسسات الدولة لتحجيم الأحزاب يعيدنا إلى الأنظمة السابقة. لكنك بنيت حزب الحركة الوطنية وعادة من يبنى شيئًا يرفض تركه ينهار فلماذا فعلت ذلك ؟ لأن الأجواء بالحزب لا تساعد على العمل والحزب امتلأ بالطابور الخامس. هل تعنى أن الحزب الذي أسسه الفريق شفيق مليء بالطابور الخامس ؟ نعم حزب الفريق شفيق مليء بالطابور الخامس. وأين الفريق شفيق من هذا ولماذا يصمت ؟ لأن بعض المحيطين بالفريق شفيق طابور خامس. حديثك حول سيطرة الدولة على الأحزاب يشير إلى عدم وجود معارضة بالبرلمان ؟ نعم لا توجد معارضة حقيقية داخل البرلمان ومن يدعيها يعمل وفقًا لأجندات معينة أو رغبة منه في منصب داخل المجلس. وما رأيك في رئيس مجلس النواب وأدائه حتى الآن ؟ يفتقد الخبرة السياسية والبرلمانية ويواجه صعوبة كبيرة في قيادة البرلمان، وليس من حقه طرد نائب خارج الجلسة، وأتعجب من هذا الموقف وإصراره على تكراره. هل نحن كنا في حاجة لرئيس برلمان مثل فتحى سرور ؟ بالفعل فنحن افتقدنا فتحى سرور كرئيس للبرلمان. عقب استقالتك من البرلمان بدأت في تشكيل ما يسمى تيار التنوير.. ما هو هذا التيار ؟ هو تيار تنويرى يضم عددًا من الراشدين الذين لا يبغون أي شهرة أو مناصب في الدولة ولديهم من الإمكانيات ما يؤهلهم لاتخاذ قرار صائب في القضايا المهمة، والهدف منه هو أن يتم إعداد عدد من مشاريع القوانين بمختلف المجالات من جانب متخصصين في كل المجالات وتقدم إلى الحكومة ومجلس النوب لنكون بمثابة جهة استشارية للحكومة وننير لهم بعض المشاريع. ومن هم أبرز الشخصيات المنضمة للتيار حتى الآن ؟ عدد كبير من الوزراء والمحافظين السابقين والبالغ عددهم 40 شخصا على رأسهم الدكتور إبراهيم الدميري، وزير النقل الأسبق. وهل توجد شروط للانضمام للتيار ؟ نعم وعلى رأس تلك الشروط رفض أعضاء التيار أي منصب سياسي أو تنفيذى في الدولة حال انضمامهم للتيار، بجانب عدم وجود مناصب داخل التيار فالجميع سواسية ولا يوجد رئيس له. هل بدأتم في إعداد مشاريع بالتيار ؟ التيار بدأ منذ ما يقرب من 3 أشهر في وضع عدد من القوانين الاقتصادية التي من شأنها أن تخفض سعر الدولار ويتولى إعداد هذا المشروع أحد كبار الاقتصاديين في مصر والعالم بجانب مشروع خاص بالنقل. وكيف ترى الأزمة المثارة حول جزيرتى «تيران وصنافير» ؟ تلك الأزمة أخذت وقتًا كثيرًا من الشعب المصري. وهل هما مصريتان أم سعوديتان وفقا لما تقدم من وثائق ومستندات ؟ سعوديتان بكل تأكيد ومن يقول غير ذلك يضحك على نفسه، وعلينا الاعتراف بذلك، ولكنى أعترض على طريق معالجة الأزمة وعدم الإعلان عن رغبة السعودية في استعادتهما لكى يدلى الجميع بدلوه وألا نفاجأ بين ليلة وضحاها بأنهما أصبحنا سعوديتين. ولكن يرى البعض أن الرئيس «باع الجزيرتين للسعودية» ؟ مصر لا تعرض أرضها للبيع والشراء كما يعتقد البعض، والسعودية أعطت مصر الكثير على مدى السنوات السابقة، وعلى الجميع أن يعلم أن الأراضى المصرية مفتوحة لأشقائنا العرب في أي وقت. ردد البعض أن السعودية ترغب في استعادة الجزيرتين لإقامة قواعد عسكرية أمريكية بهما.. كيف ترى هذا ؟ أتعجب ممن يردد مثل تلك المهاترات لأن السعودية «عندها أراض شاسعة مش عارفة توديها فين باعتبارها أكبر الدول العربية مساحة ومش محتاجة الجزيرتين». ولكن يوجد غضب شعبى وتظاهرات من الشباب اعتراضًا على التفريط في تيران وصنافير؟ للأسف العند من «شوية الشباب هيودى البلاد في ستين داهية» وهيخلينا نخسر السعودية وإذا حدث هذا فوقتها ستترك مصر في مواجهة المؤامرة والأجندات الأجنبية التي تسعى لتقسيمها وحدها دون أي حليف يسندها ويدعمها في حربها. بصفتك محامى الفريق شفيق كيف ترى تباين رأيه في تلك الأزمة خلال أقل من 24 ساعة؟ الفريق شفيق حينما أعلن عن رأيه الأول فيما يخص الأزمة لم يكن قد اطلع على الوثائق والمستندات التي تفيد تبعية الجزيرتين للسعودية وحينما اطلع عليهما أعلن بكل شجاعة عن ملكيتهما للسعودية. ألم تمارس عليه ضغوطات لإجباره على العدول عن رأيه ؟ لم يحدث هذ على الإطلاق، والفريق شفيق رجل عسكري، ويأخذ قراراته من قناعته الشخصية وليس بناءً على ضغوطات من أحد. وكيف ترى شائعة موته التي ترددت مؤخرا ؟ شائعة وفاة الفريق شفيق «قلة أدب» وهدفها إحداث بلبلة في الشارع المصرى ورده على تلك الشائعات بصورته بالزى الرياضى يؤكد مدى الحنكة والذكاء الذي يتمتع به.