كان النبى يحب من الثياب أجملها، ويحرص على الطيب ، والروائح الكريمة، والاكتحال، والتزين والنظافة عند كل مسجد ،ومجلس، فكان نموذجاً يقتدى به فى «الشياكة» والوجاهة فى عصره وكل العصور، كما كان رياضيا بحكم كونه فارسا لا يشق له غبار، لذلك حافظ على حيوية جسده بنظام غذائى غير مسبوق، كما سبق العالم المعاصر بمئات القرون فى الاعتناء بالشعر، ونظافة الأسنان، وأشياء كثيرة ، عندما يفطن إليها قارئ السير والتاريخ يقع فى يقينه أن الرسول كان ولا يزال «القدوة والمثال». وتؤكد كتب السيرة النبوية أن الرسول كان نموذجاً فى التعامل مع الناس، دائم الابتسامة قليل الغضب، يبدأ بالسلام على كل من يقابله أو يمر به.. وكلما مر فى طريق عرفه الناس من طيب رائحته التى تعطر المكان، يقول جابر بن سمرة: ما سلك رسول الله طريقاً فتبعه أحد إلا عرف أنه قد سلكه من طيب عرقه، وقد كنت صبياً فمسح خدى فوجدت ليده برداً، أو ريحاً، كأنما أخرجها من جونة عطار، وعن أنس رضى الله عنه قال: كان رسول الله أزهر اللون ، كأن عرقه اللؤلؤ، إذا مشي تكفأ، وما مسحت ديباجاً ، ولا حريراً ألين من كف رسول الله، ولا شممت مسكاً ولا عنبراً أطيب من رائحة النبي. يروى الصحابة أن النبى كان أحلم الناس ،وأشجع الناس، وأعدل الناس، وأعف الناس، وأشمى الناس، لا يبيت عنده دينار، ولا درهم ،ولشدة حيائه ما عاب مضجعاً إن فرشوا له اضطجع، وإن لم يفرش له اضطجع على الأرض، يمزح ولا يقول إلا حقاً كان يقبل الهدية، ويكافئ عليها، ولا يأكل الصدقة، يجيب الوليمة، ويعود المرضي، ويقبل العثرة، لم يكن شتاماً، ولا مد يده الكريمة ليضرب طفلاً أو خادماً. وعن سر رشاقته وصحة بدنه يقول الرسول: من تصبح بسبع تمرات عجوة لم يصبه سم، ولا سحر» وقال لزوجته: يا عائشة «بيت ليس فيه تمر جياع أهله» لعلمه «صلي الله عليه وسلم» ما فى التمر من فوائد غذائية أثبت العلم صحتها بعد مئات القرون، كما كان يعتنى بشعره حيث قال صلي الله عليه وسلم عن زيت الزيتون «كلوا الزيت وادهنوابه فإنه من شجرة مباركة» وقد أثبت العلم الحديث فوائد زيت الزيتون على الشعر، كما واظب على الاكتحال ، فكان يفعل ذلك يوماً ويوما وقال: «خير أكحالكم الإثمد فإنه يجلو البصر وينبت الشعر» كما كان حريصاً وهو الذى يقابل الناس من مختلف القبائل العربية على طهارة فمه فاستخدم السواك وجعله سنة.