* اهتمام الشركات الإعلانية بمذيعين لا علاقة لهم بالإذاعة سوف "يضيعها" * أوبرا وينفري مثلي الأعلى * لا مجال ل"الواسطة" في مسيرتي الإعلامية * لست من هواة التنقل بين القنوات * القنوات الإقليمية قُضي عليها بفعل فاعل * "ماسبيرو" لم يسقط بل يمر بمرحلة مرض * أدار الحوار: محمد بهنس أعدته للنشر: منى محمود - سارة الكراي عدسة: ريمون وجيه مذيع مكافح ذو بشرة سمراء كأرض النيل، لهجته مميزة وإجادته اللغة العربية لافتة للأنظار، يحالفه حظه دائمًا ليكون على الهواء مباشرة تزامنًا مع الأحداث الساخنة، ليعبر عن نبض الشارع المصري وينقل للجمهور الحقيقة ولا شيء غيرها. الأسواني الذي لا يجد غضاضة في السعى حثيثًا بحثًا عن الفرص واقتناصها وإثبات جدارته دون وساطة أو "كوسة".. إنه الإعلامي حساني بشير، المذيع بقناة "أون تي في" الفضائية، الذي كان في ضيافة صالون "فيتو". *ما هي القنوات العربية التي التحقت بالعمل بها؟ عملت بقناة المجد الإخبارية السعودية، ولقد كنت المذيع المصري الوحيد بالقناة، وتم اختياري بناءً على الشكل وإجادة اللغة العربية، ثم انتقلت بعدها إلى قناة سورية عراقية تُدعى "الرافدين"، وبعد ثورة يناير انضممت إلى قناة "أون تى في". *لماذا قررت العودة إلى مصر والظهور من جديد عبر شاشة "أون تى في"؟ كانت أون تى في في 2011 تُسمى قناة الثورة وCNN مصر، وبمنتهى الصراحة فهى القناة الأولى على مستوى مصر في الأخبار، وكنت مُعجبًا وبشدة بتجربتها الإخبارية، لذا فقد حرصت على التواصل مع المسئولين بها والالتحاق بها، وبعدها شعرت في القناة بأننى "اكتفيت"، خاصة أنها تضم مجموعة من الكوادر المتميزة، وللعلم فقد كنت من مؤسسي قناة ONTV Live وكنت أنا من قدمت أول Pilot لخروج القناة للنور وتعرضنا بسبب ما كنا نقدمه من مضمون إخباري في عهد جماعة الإخوان لتضييق ومخاطر، وأتمنى أن تحافظ القناة في الفترة المقبلة على وضعها ومكانتها الحالية. *هل ل"الواسطة" مكان في رحلتك المهنية؟ لم أعتمد يومًا على الوساطة في حياتي المهنية منذ بدايتها وحتى الآن بل كنت أعتمد دائمًا على الكفاح وعون الله سبحانه وتعالى، وعادة أتواصل مع أصحاب القنوات أو رؤساء مجالس إداراتها، بالتليفون ودون أي "واسطة" للانضمام إلى فريق العمل بها، وهذا ما حدث مع كل القنوات التي عملت بها سواء عربية أو حكومية. *وما سر فقدانك الثبات الانفعالى وبكائك أثناء تغطية حادث قطار البدرشين عام 2013؟ بالرغم من أن مذيع النشرة عادة يكون متجهما ولا يبتسم إلا حينما تتطلب طبيعة الأخبار التي يقدمها ذلك، إلا أنه في النهاية بشر ولديه مشاعر، وهذا الحادث بالتحديد كان بشعًا وصعبًا، فقد انقلبت عربات القطار على الجنود وكان بعضهم لا يزال تحت هذه العربات حيًا وأهالي منطقة العياط يحاولون إنقاذهم، وكان هذا كله مذاعًا على الهواء لمدة 7 ساعات فبطبيعة الحال تفاعلت مع الأحداث وبكيت، فضلًا عن أننى تحدثت هاتفيًا مع وزير النقل آنذاك وناشدته سرعة إرسال "ونش" لرفع عربات القطار وإنقاذ الجنود فكان رده صادمًا حينما قال " طيب ما انت اللى شاغل التليفون"، وكل هذا استدعى تأثرى بالحادث. *هل يلتزم المذيع على الهواء بقناعاته الشخصية أم سياسات القناة التحريرية؟ حينما يعمل المذيع بقناة فلابد أن يسير على سياستها التحريرية وإلا إن كان له هوى أو رأي آخر فليترك العمل بالقناة. *من هو مثلك الأعلى في مجال الإعلام على مستوى العالم؟ مثلى الأعلى هي أوبرا وينفري التي تذكرني كثيرًا بتجربتي وأشبه نفسي بها من حيث مكافحتها ومعاناتها وعدم امتلاكها المقاييس الشكلية المتعارف عليها لاختيار المذيعين فهى سمراء مثلى وشعرها مجعد وأنفها كبيرة، ولكنها تمتلك القبول و"الكاريزما". *ما رأيك في الإعلاميين الذين يتعمدون استفزاز ضيوفهم؟ تلجأ بعض البرامج إلى استفزاز الضيوف لجذب أكبر نسبة من المشاهدين وهذا خطأ ولا يمكن أن يكون "إعلاما"، والإعلام الحقيقي يجعل من الضيف بطلًا للحلقة ولكن حاليًا أصبح المذيع هو "النجم"، وهذا أدى إلى انهيار الإعلام في السنوات الأخيرة. *من هو المسئول الذي أدى إلى تدهور الأحوال في ماسبيرو من وجهة نظرك؟ لا أعلم بالتحديد من السبب، ولكن المناخ العام تسود به حالة من التضييق على الكفاءات وعدم إعطائهم حقهم، فضلًا عن "الكوسة" ولكن للعلم الوساطة ليست آفة ماسبيرو فقط، ولكنها أيضًا تهدد القنوات الخاصة التي تُهدر الكفاءات هي الأخرى، ففى كل مكان لابد من وجود شخص "يسندك" حتى وإن كنت ضعيفًا وهذا يفسر احتلال إعلاميين على قدر من الضعف والركاكة الساحة الإعلامية، بالإضافة إلى اعتماد بعض القيادات في ماسبيرو على "الشلة" في العمل، لذا فإن "الشللية" أدت لانهيار الإعلام في مصر بصفة عامة، ولكن أؤكد أن ماسبيرو لم يسقط بل يمر فقط بمرحلة مرض وقياداته مسئولة عن هذا الأمر. *ما تقييمك لوضع الإذاعة المصرية في الوقت الراهن؟ عادت الإذاعة حاليًا إلى قوتها ورونقها من جديد ولكن اهتمام بعض الشركات الإعلانية بمذيعين لا علاقة لهم بالإذاعة والدفع بهم ليتصدروا المشهد الإذاعى سوف "يضيعها". الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية ل "فيتو"..