يتأثر الأطفال بشكل أسرع لأي مشكلة أو ضغوط عصبية، ويتعرضون للاكتئاب، مما يؤثر على حالتهم النفسية وتواصلهم مع الآخرين، الأمر الذي يترك أثره على شخصياتهم، فيشبون شخصيات انهزامية. وتؤكد الخبيرة النفسية دكتورة سهام حسن أن هناك نوعية من الأطفال يميلون إلى اليأس والانهزامية بشكل أسرع من أقرانهم، فلا يثابرون على تحقيق أهدافهم ورغباتهم. تضيف دكتورة سهام أن يأس الطفل السريع يرجع إلى العديد من الأسباب، والتي تتمثل في الآتي: غياب الرعاية والاهتمام والعناية بالطفل نتيجة لغياب دور الأم في السنوات الأولى من عمر الطفل، بسبب الانفصال والطلاق ومعاصرة الطفل للمشكلات والمشاحنات الزوجية بين الوالدين. العقاب البدني على الطفل، وأيضا الإهانة والانتقاد طوال الوقت أساليب تؤدي به إلى فقدان الثقة بنفسه فتظهر أعراض جسمانية وحركية، وقد يصل الأمر إلى امتناع الطفل عن الكلام (الخرس الاختياري). التدليل المفرط والاستجابة لطلبات الطفل جميعها وعدم الاعتراض على شيء، أو تأجيله لفترة قصيرة يربي الطفل على التدليل ورغبته في الاستجابة الفورية لطلباته، وعندما يواجهه طلبا صعب المنال يصاب بالإحباط والانهزامية، ولا يحاول الوصول لما يريده، ولا يعافر للوصول بل يشعر بالانهزام والإحباط . وتقدم دكتورة سهام أهم الحلول لتقويم مثل هذه الشخصية يجب أن نتفادي جميع الأسباب السابقة التي أدت بيننا لخلق شخصية انهزامية سريعة الإحباط. يجب أن تكون أول خطوة للعلاج هو اللعب، فهو نوع من العلاج التحليلي، سواء كان منفردًا أو وسط جماعة من الأطفال. لابد من توعية الأسرة بكيفية معاملة الأطفال، وتوجيهها نحو كيفية إظهار الحب للطفل، وإبعاده عن أي مصدر خوف ورعب وتوجيه الأم إلى تحسين سلوكها أمامه، وعدم التعامل مع الأحداث من منظور اكتئابي. يجب معاملة الطفل بكثير من الحنان وإعطائه الثقة بنفسه أكثر، ومحاورته كثيرًا وعدم التفرقة بينه وبين أشقائه خاصة في أسلوب التربية. احرصي على تربية الطفل على أن الحياة نجاح وفشل، فإذا فشلت على أن أنهض وأواصل تحقيق هدفي وحلمي ولا أستسلم لليأس والإحباط.