مفيش مشكلة ملهاش حل.. هكذا تعلمنا من خلال تجاربنا عبر الزمن.. ومن خلال قراءتنا لتاريخ المشكلات في مصر، والذي يعود لأكثر من سبعة آلاف سنة.. حيث تثبت البرديات والحفائر الفرعونية أن "الشعب" هو صاحب الحلول السحرية لكل المشكلات التي مر بها الوطن عبر التاريخ.. كما ثبت أن الحكومات المتعاقبة على مدى آلاف السنين لم يكن لديها حل لأي مشكلة طرأت على كاهل مصر عبر التاريخ.. اللهم إلا بعض التصريحات العنترية التي لا تسمن ولا تغنى من جوع.. وأزمة "سد النهضة" ليست ببعيدة وكذلك أزمة "الجنيه المصري" الذي تم فضحه وتجريسه على يد خبراء الحكومة أمام عملات العالم المختلفة. وإعمالا على إنقاذ الجنيه المصرى من الفضيحة والبهدلة.. عقدنا نحن أعضاء "درب الفشارين" بجريدة "فيتو" اجتماعًا طارئًا لحل المشكلة كما تعودنا دائما عندما تتعرض مصر لمشكلة مستعصية من هذا النوع.. وخرجنا من الاجتماع بأن عامة الناس من الشعب المصرى هم الوحيدون القادرون على حل مشكلاتهم دون اللجوء لخبرائنا الاقتصاديين الذين أثبتوا فشلهم في حل المشكلة على صفحات الجرائد وشاشات الفضائيات.. اخترنا فريق العمل وقررنا أن يكون الزميل "سحلول القاضى" هو المكلف بإعداد تقرير عن المشكلة وطرق حلها خلال أسبوع.. خاصة أن الزميل سحلول القاضى هو المهتم بالشئون الاقتصادية داخل درب الفشارين.. وبالفعل خرج سحلول يلتقى بالخبراء الاقتصاديين من مختلف المهن والحرف بمحافظات مصر حتى توصل للحل السحرى لإنقاذ الجنيه المصرى الأمر الذي عرضناه على السيد المهندس الدكتور المحاسب العبقرى "طارق عامر"، محافظ البنك المركزي وراق لمعاليه فأمر بتنفيذه خلال الأيام القادمة بعد عرضه على الرأى العام بعيدًا عن فزلكة خبراء الاقتصاد الذين فشلوا في إيجاد حلول طيلة الفترة الماضية. في البداية التقينا بعم "محروس" بتاع الفاكهة بمنطقة "المرج" فقال إن البنك المركزى المصري أنشئ بقرار جمهوري منذ عام 1961 ككيان مستقل.. يعنى مش بتاع حد.. وأنا شايف أن الحكومة مش لازم تتدخل في مشكلة الجنيه علشان هي مش هتعرف تحل حاجة.. وبما أن موضوع إصدار العملة المحلية من مهام البنك المركزى.. فأنا أنصح الحاج طارق عامر بأنه يفكه من موضوع الجنيه ده ونعود لنظام المقايضة بتاع زمان.. يعنى آخد منك سلعة مقابل سلعة أخرى تاخدها منى.. وبكده مش هنحتاج للجنيه ولا حتى للدولار، وبالتالى مش هيكون فيه مشكلة بالصلاة على النبى. ومن ناحية أخرى، أكدت الست "سنية" الدلالة بتاعة "ساقية مكى" أنها تتعامل يوميًا مع زبائنها وتعانى من ارتفاع الأسعار بعد انخفاض قيمة الجنيه مقابل الدولار.. واقترحت سيادتها أن الحلول التي يقدمها الاقتصاديون بتوع الحكومة يوميًا على شاشات الفضائيات ما هى إلا مسكنات مؤقتة تشغل المواطن عن حقيقة الأمر وقالت إن حلولهم التقليدية لن تجدي مع مشكلة بهدلة الجنيه، وبالتالي بهدلة سمعة الفراعنة المرسومين على الجنيه أمام العالم. وأضافت: أنا أقترح أن نلغى البنك المركزى من الأساس وبالتالى لن نشعر بأن هناك مشكلة.. ماهو إحنا يابيه مش بنتعامل بالدولار كشعب ولا نعرف شكل أمه إيه.. ومش هتصدقنى لو قلتلك إننا نسينا شكل الجنيه خاصة بعد أن أصبح من المعدن وفقد قيمته بيننا قبل أن يفقدها أمام العالم. أما عم "عبد الظاهر" بتاع الفراخ فكان له رأى آخر.. حيث أشار إلى أن التعامل بالعملة النقدية أصبح أمرا واقعا بعد تطور الزمن.. ورفض اقتراحات العم محروس والست سنية.. وقال دعونا نتوقف أمام التصريح الأخير للسيد "وزير الزراعة" اللى ما يعرفش اسمه إيه عندما قال إن مصر حققت الاكتفاء الذاتى من البيض. وأضاف: أنا أرى من خلال خبرتى في بيع الفراخ أن مصر تنتج سنويًا نحو ملياري كتكوت ودجاجة و8 مليارات بيضة.. يعنى لو أضفنا البيض اللى بيفقس للبيض اللى بيتاكل سيكون الناتج عشرة مليارات بيضة.. وبما أن البيض في أمريكا أغلى من الفراخ _وهذه حقيقة علمية قالتها لى زوجتى "أم ريشة" أول أمس_ فأنا أرى أن نمتنع عن أكل البيض في مصر ونكتفى بأكل الأمهات _الفراخ يعنى_ ونقوم بتصديره إلى أمريكا.. خاصة أن البيض المصرى له سمعة جيدة في الغرب. وبالتالى سنصدر لهم عشرة مليارات بيضة كل عام ولو قلنا إن البيضة بنصف دولار أمريكى أي بما يعادل 4 جنيهات مصرى سيكون حاصل تصدير البيض لأمريكا نحو 40 مليار جنيه أي ما يوازى 5 مليارات دولار كل عام، وبالتالى سنوفر العملة الصعبة من بيض المصريين وبمزاج أمريكا نفسها وسترتفع قيمة الجنيه أمام الدولار الذي ستصبح قيمته على ما كانت عليه ب 5 جنيهات ونصف.. بل ستمتلك مصر دولارات أكثر من أمريكا نفسها.. إزيك بقاااااااااااااااااااا. بعد تلك الجولة أخذنا آراء المواطنين وعرضناها على طارق بيه عامر رئيس البنك المركزى الذي أثنى على رأى عم عبد الظاهر بتاع الفراخ ووصفه بالحل العبقرى، وأضاف أنه بالإضافة إلى توفير العملة الصعبة وارتفاع قيمة الجنيه أمام الدولار، فإن هذا الحل العبقرى سيوفر العديد من فرص العمل للشباب في جمع البيض.. بالإضافة إلى تشجيع رجال الأعمال على إنشاء مزارع الفراخ في كل أنحاء مصر.. وشدد على ضرورة تذليل كل العقبات أمام المستثمرين في هذا القطاع من خلال سرعة إنهاء تراخيص المزارع والتجديد مادام تم الالتزام بمعايير الأمان الحيوي. وأكد أنه سوف يطالب الحكومة متمثلة في وزارة الزراعة وهيئة الطب البيطرى بتوفير السلالات المحلية الجيدة بمعرفة معهد بحوث الإنتاج الحيواني. كما قال عامر إنه يجب على الدولة القيام بعمل عقود ثلاثية بين المزارعين ومصانع الأعلاف ووزارة الزراعة، لكي يتم توفير الأعلاف بأسعار مناسبة وبالكميات المطلوبة، وبحيث يتم توفير البذور وجميع مستلزمات الإنتاج بشروط ميسرة للفلاحين. ثم وضع طارق عامر رأسه فوق كفيه المسنودتين على المكتب وقال: "5 مليارات دولار كل عام مقابل البيض.. إشى خيال ياناس".. ثم شكر مجهود درب الفشارين ووصفه بالحل السحري وطلب لقاء عم عبد الظاهر بتاع الفراخ كي يطالب الحكومة بإعطائه وسام البيض مقابل الدولار.