أعلنت الجزائر، اليوم السبت، أنها اقتربت من استكمال عملية تطهير المناطق الحدودية من الألغام المضادة للأشخاص حيث تم القضاء على أكثر من ثمانية ملايين لغم من مجموع ما يقارب 11 مليون لغم زرعتها القوات الفرنسية خلال فترة الاستعمار. وقال ممثل وزارة الدفاع الجزائرية المقدم أدامي محمد في مؤتمر صحفي أن العملية تسير بوتيرة جيدة حيث تم تدمير ما يربو على 5.9 ملايين لغم في الحدود الغربية فيما تم تدمير ما يزيد على 2.4 مليون لغم في الحدود الشرقية للبلاد. ووصف محمد الألغام التي زرعتها القوات الفرنسية خلال الاستعمار ب"الإرث القاتل" مضيفا أنها تتنوع ما بين الألغام شديدة الانفجار، وتلك ذات الشظايا. وبخصوص نزع الالغام أشار إلى أن العملية تمت على مرحلتين امتدت الأولى من الاستقلال لغاية عام 1988 بينما بدأت الثانية في عام 2004 وهي مستمرة حيث نجحت بتنظيف نحو 50 ألف هكتار من الاراضي. وأوضح في هذا السياق أن عملية فحص الاراضي يقوم بها ضباط متخصصون في مجال "مراقبة الاراضي المطهرة قبل تسليمها" مشددا في ذات السياق على أن العملية المذكورة تجري من خلال دراسة طوبوغرافية تشرف عليها وزارة الدفاع الجزائرية. من جانبه كشف رئيس جمعية ضحايا الالغام المضادة للأشخاص محمد جوادي في المؤتمر نفسه عن أن الجزائر تعد البلد الوحيد الذي يخصص منحة لهذه الفئة من بين 163 بلدا وقعت على اتفاقية أوتاوا لنزع الألغام. وتعود هذه الالغام إلى فترة الاستعمار الفرنسي للجزائر (1830 - 1962) حيث زرع الجيش الفرنسي أكثر من 11 مليون لغم على مستوى خطي (شال وموريس) على طول الحدود الجزائرية المغربية والحدود الجزائريةالتونسية لمنع تسلل وتحرك الثوار الجزائريين من والى تونس والمغرب في تلك الفترة.